الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر الأدباء والصناعات الثقافية «1»

مؤتمر الأدباء والصناعات الثقافية «1»






سعدت جدا بدعوة الصديق الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لحضور مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم فى دورته 33 بمدينة مطروح ،  وسبب سعادتى أن الفنان أحمد عواض أعطى إشارة مهمة أن الهيئة العامة لقصور الثقافة  تهتم برؤسائها السابقين من أبناء الهيئة ؛الذين هم على قيد الحياة والذين رحلوا أيضا، وقد سعدت بصحبة الصديق الدكتور أحمد مجاهد والشاعر مسعود شومان، كما حضر الدكتور سيد خطاب رحمه الله على من خلال مناقشة كتابه الأول المهم «بنية التحولات فى الدراما المصرية فى السبعينيات « الصادر عن سلسلة إصدارات خاصة بالهيئة ،  وفى الحقيقة أن وجود هذه القيادات وسط الأدباء والموظفين الكبار والصغار يعطى إشارات غاية فى الأهمية على مستوى التقدير المعنوى وعلى مستوى تبادل الخبرات بين السابقين واللاحقين، وكانت فرصة طيبة للحوار وتبادل الآراء وكسر حالة الجمود والتحفظ  فى العلاقة بين الحالى والسابق، وعاد الجميع بقلوب مفتوحة لخدمة الهيئة التى نحبها جميعا بعيدا عن أية مواقع أو مناصب.
و الشيء الثانى الذى أسعدنى زيارة مدينة مطروح نفسها ، تلك المدينة التى فتحت عينى عليها منذ عام 86، حيث كنت أعمل بها فى الإجازة الصيفية مع الآلاف من أبناء جيلى الذين كانوا يتحملون جزءا من مسئولية حياتهم، وتسكن مطروح القلب لأن بين ثراها الطيب يدفن أخى الأعز أحمد ، لذا أسعدنى أن الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة أعلنت أن مطروح عاصمة للثقافة المصرية خلال العام المقبل وأن المحافظة التى سيقام بها مؤتمر أدباء مصر ستكون عاصمة الثقافة لمصر كلها، وأعتقد أن اللواء مجدى الغربلى محافظ مطروح لن يألو جهدا فى دعم العمل الثقافى فى المحافظة خلال تلك الفترة وقد أثبتت المحافظة جدارتها فى تنفيذ أول فعالية كبرى، والمتأمل لنوعية السكان فى المحافظة سيجد أن هناك تنوعا كبيرا؛فالتركيبة التى تتواجد فى محافظة مطروح  تتكون من أهل مطروح الأصليين المنتمين لقبائل أولاد على، إضافة لكل تنوع مصر السكانى من كل المحافظات من المقيمين والذين يأتون خلال شهور الصيف فقط، ، لذا يجب أن يتكون النشاط الثقافى والفنى بما يناسب طبيعة البدو وطبيعة الوافدين للمحافظة من المقيمين والعابرين.
 وحضر المؤتمر الذى رأسه الدكتور مصطفى الفقى وتولى أمانته الشاعر محمد عزيز  ما يقرب من 400 أديبا وإعلاميا ومهتما بالشأن الثقافى والأدبى والفنى والتشكيلي،  تحركوا من أقاليم مصر كافة لمدينة مرسى مطروح ، فالمؤتمر يعتبر الجمعية العمومية للأدباء فى مصر خارج القاهرة، ويحضره عدد كبير من كل أدباء مصر بما فيها القاهرة، واستطاعت هذه الجمعية العمومية على مدار 33 دورة أن تشكل كثيرا من ملامح الواقع الأدبى من خلال توصيات غاية فى الأهمية، فقد حافظ المؤتمر طوال تاريخه على مقاطعة التطبيع  الثقافى مع إسرائيل ،  وساهم فى تطوير العمل الأدبى للهيئة وتطوير إدارتى النشر والثقافة العامة اللتين توليتا تطوير المؤتمر عاما بعد عام   
و تولى رئاسة المؤتمر الدكتور مصطفى الفقى وتولى أمانته الشاعر محمد عزيز، وأشرف عليه الفنان هشام عطوة نائب رئيس الهيئة ومعه الصديقان ممدوح أبو يوسف رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية والشاعر أشرف أبو جليل مدير عام الثقافة العامة، وأهم ما يميز الدورة 33 للمؤتمر العنوان الذى اشتبك مع الواقع ليتعامل مع أحد مفردات الثقافة المصرية والتى لو تم التعامل معها بجدية لنقل مصر نقلة نوعية واقتصادية قافزة لهذا البلد، وأشاد بالعنوان «المنتج الثقافى بين حرية الإبداع واقتصاديات الصناعة » أغلب الحضور من أصحاب الرؤى، وجاء هذا  العنوان معبرا تماما عن أحد أهداف وزارة الثقافة الأربعة وأحد برامج وزارة التخطيط الستة المطلوبة من وزارة الثقافة ، وهو دعم الصناعات الثقافية,لذا حرصت على حضور الجلسة البحثية الاولى والتى كانت بالتزامن مع جلسة المؤسسات الثقافية التى حضرت منها جزءا هى الأخرى وكان ينبغى أن تفرد كلا منهما بجلسة خاصة يحضرها الجميع ،  وكانت الجلسة المحور الرئيسى للمؤتمر بعنوان « المنتج الثقافى بين حرية الابداع واقتصاديات الصناعة» و تناولت ثلاثة أبحاث الأول؛ للدكتور زين عبد الهادى والتى كانت بعنوان « اقتصاديات الثقافة.. أفكار للمستقبل القريب»  أما البحث الثانى كان بعنوان « الاستثمار الأكبر هو الثقافة.. وإن طال المدي.. الصناعات الثقافية بين الدولة والقطاع الخاص » للفنان الكبير عز الدين نجيب، وأدار الجلسة الشاعر محمود شرف، كما تناولت الجلسة الخامسة محورا بعنوان «تسويق المنتج الثقافى..موقف الإعلام» وشاركت فيه ثلاثة بحوث وهم؛ الصناعة بين الربحية والدور الخدمى للدكتورة رنا عبد القوى، وإنتاج الثقافة وتسويقها لدكتورة ثناء هاشم ،  وأثر الخطاب الإشهارى للدكتور سعد عبد الغفار.
وكنت  أتمنى أن تكلف الأمانة التى تستحق التحية على العنوان والأبحاث والمطبوعات أحد الخبراء والمتخصصين فى تسويق الصناعات الثقافية ليضع يدنا باحترافية على هذا الجانب من تسويق هذه الصناعة التى من الممكن أن تأخذ بيد الاقتصاد القومى للازدهار والتقدم ، وأخيرا كل التحية للمؤتمر وللهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان أحمد عواض.