
حازم منير
غيط العنب والعشوائيات
خلال 48 ساعة فقط من اعلان بورسعيد محافظة خالية من العشوائيات، تقدمت الإسكندرية أمس خطوة مهمة جدا هى قبل الأخيرة فى إعلانها خالية من العشوائيات، ولم يستغرق الأمر أياما قليلة لتأتى هذه الاحتفالات والافتتاحات تالية لافتتاح الرئيس قبل عشرة ايام 3 مشروعات للقضاء على العشوائيات وهى أهالينا واحد فى مدينة السلام، ومشروعى الاسكان الاجتماعى فى ابورديس جنوب سيناء والثانى فى العاشر من رمضان.
وبالأمس أضافت مصر إلى سجل إنجازاتها فى خطة مكافحة العشوائيات والقضاء عليها خطوة جديدة مهمة حين احتفلت الإسكندرية بالانتهاء من وافتتاح مشروع بشاير الخير 2 فى منطقة غيط العنب بتحويل المنطقة من عشوائية إلى حضارية متكاملة الخدمات.
حديث الأرقام كفيل بتوضيح أبعاد الصورة دون تحليل، مشروع بشاير الخير يتضمن انشاء 3591 وحدة سكنية فى مرحلتيه، الاولى منها شهدت 1632 وحدة والثانية 1860 وحدة سكنية، وتكلفت المرحلة الثانية من المشروع 400 مليون جنيه لانشاء 18 بلوكا وعمارة فردية باجمالى 37 عمارة، ومن المقرر انجاز المرحلة الثالثة من المشروع والتى تشتمل على 5840 وحدة سكنية وخدمات متكاملة باجمالى تكلفة تزيد على 2 مليار جنيه.
الحاصل أننا أمام مشروع فعلا يمثل انجازا من الانجازات التاريخية فى البلاد، ولقد كتبت قبل يومين عن المشروع القومى لمحاصرة والقضاء على العشوائيات والاماكن غير المخططة وغير الآمنة، ولم أتردد فى الحديث مجددا عن الامر فى سياق مشروعات عديدة يتم افتتاحها فى توقيتات زمنية متقاربة جدا بما يؤكد ان التعامل مع هذا الملف بالغ التعقيد والخطورة يتم تنفيذه بإرادة حديدية.
فى نهاية العام المقبل سيتم إعلان مصر خالية من العشوائيات غير الآمنة الخطرة بعد نجاح المراحل السابقة فى انجاز 80% من المشروع بتكلفة 14 مليار جنيه حتى الآن ليتبقى فقط 20% من المشروع بتكلفة 4 مليارات جنيه لنقضى تماما على هذه الظاهرة التى تمثل الأخطر اجتماعيا فى حياة شعب أو امة بالعالم، وبنهاية عام 2030 سيتم اعلان مصر خالية تماما من العشوائيات غير المخططة، وهى قفزة جبارة فى تاريخ الوطن حين تكتمل لترسم صورة مختلفة للمستقبل.
نحن أمام مشروع قومى ضخم يستهدف إعادة صياغة ورسم الخريطة العمرانية والانتقال بها إلى مراحل أكثر تقدما ليقدم صورة حضارية للوطن، بعد سنوات وعهود طويلة شهدت تراخيا وإهمالا تسبب فى احاطة العاصمة القاهرة بحزام خطر نارى من المناطق العشوائية غير الآمنة التى ظلت تمثل خطرا شديدا على الامن والاستقرار الاجتماعى.
الشاهد أن خطة ضخمة كتلك التى نتحدث عنها ما كان يمكن متابعة نتائجها على الأرض بهذه السرعة والدقة فى الإنجاز إلا إذا كانت إدارة الهندسة العسكرية لقواتنا المسلحة شريك فى العدد من زوايا وأركان العمل سواء بالتمويل أو التخطيط أو التنفيذ فى بعض المحافظات والمدن التى شهدت إنجازا سريعا .
مرة أخرى حديث القضاء على العشوائيات غير الآمنة أو تلك غير المخططة، إلى جانب مشروع الصوب الزراعية لتوفير «الآمان الزراعى»، ومشروعات الاسكان الاجتماعى لمحدودى الدخل وغير القادرين، والتوجيه الرئاسى بالاهتمام باستعادة التصنيع الوطنى، يؤكد لنا الإنجازات كل يوم أننا أمام إرادة حديدية للنهوض بالوطن والاندفاع به نحو آفاق أرحب.