السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عام جديد سعيد

عام جديد سعيد






على مدار العمر ومنذ نطقنا الحروف ووعينا اللغة ونحن نهنئ أنفسنا والمحيطين بنا فى مثل هذا اليوم ونتمنى عاما جديدا بحال مختلف تتحقق فيه الأمنيات وتتحول فيه الأحلام إلى واقع لنعيش عاما قادما أفضل مما رحل.
أمتع ما فى المصريين خفة دمهم ومهما كانت الظروف والمصاعب والمشاق التى يواجهونها، وهم  دوما متفائلون سواء فى دعائهم للخالق العظيم أوفى أمثالهم الشعبية أوأحاديثهم اليومية أوحتى فى نكاتهم، وهى صفة تعكس التركيبة النفسية والثقافية لهذا الشعب .
دوما يبدى الناس تفاؤلهم بالعام الجديد مع «تقطيع هدوم العام المنقضى» و«تكسير القلة من ورائه» والدعوة لله إنه  «لا يعيده أبدا»، فالنكتة  وخفة الدم وانتظار الخيرعند المصريين فى حالات كثيرة جزء من حياتهم وثقافتهم، ويستخدمونها ويطلقونها حسب المناخ السائد، وهى جزء من الحب والود، ويتعامل معها الرؤساء النابهين بوعى شديد وأحيانا يرددونها على الرأى العام كجزء من مشاطرتهم لواقعهم وتأكيد تواصلهم مع الرأى العام .
فى واحد من مؤتمراته الشعبية الضخمة روى جمال عبد الناصر على الحاضرين نكتة تقول: «واحد ماشى يعاكس واحدة من ضهرها قال لها يا جمال النبى، وحين التفت ناحيته وجد أنفها كبيرة جدا صرخ منزعجا يا جمال عبد الناصر» فضج المؤتمر بالضحك الهستيرى، وفى لقائه الأخير مع الشعب سرد الرئيس عبد الفتاح السيسى حالة التنكيت والإفيهات على موضوع التخسيس وكان مازحا ضاحكا لم يبد أى ضيق بقدر ما تواصل  مع الحالة الشعبية السائدة وهوما انعكس فى ردود فعل الناس.
هذا هو حال المصريين فى السراء والضراء معا، مبتسمون متفائلون مهما أحاطت بهم المحن والمشاكل والعقبات، إنهم يستعينون بالتفاؤل على مواجهة المصاعب، كما يستخدمون النكات للتعبير عن الرأى، وكما يلجأون إلى الله العلى العظيم بدعائهم المتفائل.
حين تلتقى صباح اليوم مواطنا فى الشارع لا تعرفه سيبادرك بالقول :«كل سنة وأنت طيب» أو «عام سعيد إن شاء الله» وهوقول متكرر أينما حللت أونزلت فى بداية العام مع من تعرفهم أوتلتقيهم مصادفة أولا تعرفهم حتى، فهوتقليد متفائل بتمنى عام جديد سعيد.
المصريون يمرون بأوقات صعبة وتواجههم مشكلات عديدة حاول البعض من أهل الشر تعميق حالة الغضب وتحويلها إلى حالة كراهية بأمل أن تصبح حالة عنف مستقبلا، لكن مشاعر التفاؤل الكامنة فى نفوس المصريين وقفت حاجزا أمام هذه المحاولات وقطعت عليها الطريق.
نحن شعب متفائل فى الفرح ومتفائل فى الحزن، متفائل فى الفرح بتمنى الأحلام وتوقعها، وفى الحزن بالدعاء لإصلاح الأحول والثقة فى القادم أفضل من السابق، وهكذا يعيش المصريون متفائلين مبتسمين كارهين للكراهية مهما كانت اللحظة التى يعيشونها.
إن شاء الله ربنا يصلح الأحوال، بإذن الله القادم أحسن، نماذج من مقولات ثابتة يرددها المصريون رغم معاناتهم، لأنهم مؤمنون ولأنهم متفائلون ويتوقعون الأفضل دائما، فيقدمون نموذجا مختلفا لشعب له ثقافته الخاصة ومشاعره المحبة لأهله ووطنه.
فى العام الجديد سنعيش سعداء ونبتسم رغم الأزمات،  ولن نجعل منها قيدا على نفوسنا وأرواحنا بالعكس سنلتقى مرحبين بحياة سعيدة وكل واحد فينا حيقول للتانى عام جديد سعيد إن شاء الله.