
د. طارق الغنام
معرض القاهرة الدولى للكتاب عُرس الثقافة المصرية
أيام قليلة وتنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، أهم معارض الكتاب فى الشرق الأوسط، ويتزامن انطلاق المعرض هذا العام مع احتفاله بيوبيله الذهبى ومرور 50 عامًا على انطلاقه، ومن المقرر بهذه المناسبة إقامة احتفالية كبرى بمركز المنارة الدولى للمؤتمرات يوم 23 يناير القادم.. وكان أول فعاليات لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بدأ حينما كانت محافظة القاهرة تتأهب للاحتفال بمرور ألف عام على بنائها، ورأى وزير الثقافة حينها ثروت عكاشة أن يضفى على الاحتفالات مسحة ثقافية، وقرر إقامة معرض للكتاب، وكان ذلك سنة 1969م على أرض المعارض القديمة بالجزيرة، بعد أن عهد إلى د.سهير القلماوى بتنفيذ هذه الفكرة، ومن وقتها اعتبر معرض القاهرة الدولى للكتاب من أهم الفعاليات الثقافية التى ينتظرها الجمهور العربى كل عام، وساحة للفكر والإبداع وملتقى ومقصدًا ومحفلًا علميًا للمثقفين وفرصة لنشر المعرفة الفكرية الثقافية لكافة شرائح المجتمع، كما يعد فرصة للتفاعل مع المثقفين عن قرب من خلال الفعاليات الثقافية والندوات التى تعقد فى قاعاته، والتى تعد بحق منصات للإبداع.. ويختلف معرض الكتاب هذا العام عن الأعوام السابقة، إذ من المنتظر أن يشارك فيه عدد من الأدباء الأجانب الحاصلين على جوائز «نوبل» والحاصلين على جائزة «مان بوكر» الدولية ؛ علاوة على عدد من الأدباء العرب، وذلك بعد أن وجهت الهيئة العامة المصرية للكتاب الدعوة لهم، كما أنه من المنتظر أن يشهد المعرض كملتقى وساحة للفكر والإبداع هذا العام تنظيمًا وتيسيرًا مختلفًا عن الأعوام السابقة، بعد أن تقرر نقل مقره من منطقة مدينة نصر إلى القاهرة الجديدة، ويعتبر معرض القاهرة الدولى للكتاب فرصة حقيقية للشباب لتلاقى الأفكار وتبادلها، من خلال التفاعل الفكرى مع جيل الرواد، وعرض إبداعاتهم الأدبية والشعرية والروائية والسياسية والعلمية ورؤيتهم المستقبلية والتعرف على ثقافات الدول المختلفة، باعتبار أن المعرض منبر مفتوح على كل الثقافات.. وفى إطار جهود الدولة الملموسة للنهوض بالثقافة، خاصة فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يولى الثقافة عناية خاصة باعتبارها قاطرة التحضر والقوة الناعمة لمصر التى ما زالت صامدة فى مواجهة كافة التحديات التى تواجهها، والتى من أهمها ارتفاع أسعار الكتب، فإننا نرى أنه من الضرورى أن يتعاون اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب والهيئة المصرية العامة للكتاب بوزارة الثقافة على إصدار قسائم للطلاب لشراء الكتب بسعر مخفض تخفيضًا مناسبًا لتشجيعهم على الإطلاع والانتقال بهم من مرحلة رفاهية القراءة إلى مرحلة العادة النافعة، وتحقيق نسبة أكبر من المبيعات لدور النشر، بما يعينهم على تجاوز معاناتهم التى طفت على السطح بسبب غلاء الأسعار، فلا ينبغى أن يقتصر الأمر على تلك التخفيضات العشوائية، التى تختلف من دار نشر إلى أخرى والتى قد لا تطال إلا الكتب غير الرائجة، مع تخصيص جائزة تشجيعية لدور النشر، التى تحقق أكبر نسبة مبيعات مخفضة إلى جانب الجوائز التى ترصدها الهيئة المصرية العامة للكتاب بمناسبة افتتاح المعرض كل عام فى مجال الرواية، والقصة القصيرة، وشعر الفصحى، وشعر العامية، والمسرح، والنقد الأدبى، والعلوم الإنسانية، والفنون، والطفل، والكتاب العلمى، والعلوم الرقمية -التى يوليها الرئيس السيسى اهتمامًا بالغًا لمواكبة التطور التكنولوجى فى مجال رقمنة البيانات - وكذا الجوائز التى ترصدها فى مجال التراث مناصفة مع دار الكتب والوثائق القومية، وجائزتى الكتاب المترجم والكتاب المترجم للطفل، والتى تمنحها مناصفة مع المركز القومى للترجمة، وجائزة أفضل ناشر بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين.