
رشدي أباظة
أمم إفريقيا ٢٠١٩ «١-٣» مصر «بلد اللّه»
أومأ برأسه فى حسرة. والزيغ يطل من عينيه الغائرتين. نظر وبسر.
وفى انكسار همس: إنه يعلو ولا يُعلى عليه!
كلمة هو قائلها الوليد بن المغيرة الذى أرسلته قريش يتسمع إلى القرآن فى أحد دروب مكة ليلغو فيه!
«يعلو ولا يعلى عليه».. وصف بديع سجلته كتب التاريخ عن الرجل خلب لبه القرآن:
ما هذا بقول بشر!
إذا كان هذا وصف فى قرآن أنزل على «مكة» فما بالكم ببلد تجلى عليها «رب مكة»!
تدور الدنيا حول مصر.. حولها ينقسم وتتقطع الأوصال لكنها محفوظة بعز عزيز وذل ذليل!
إنها «بلد الله».
فى يونيو ٢٠١٣ يقاطعونها.. فى يناير ٢٠١٩ ترأسهم!
فى يونيو ٢٠١٣ يحاصرونها..
فى يناير ٢٠١٩ تساعدهم!
فى يونيو ٢٠١٣ يطلبون رأسها.. فى يناير ٢٠١٩ تحفظهم!
يخاصمونها. ويحاصرونها. يجترئون عليها.. يظلمونها. يفترون عليها. يغمطون حقها. ينكرون فضلها. بينما تصبر هى وتحتسب. ثم تربح فى النهاية!
كم من مرة ظلموها. وتعاونوا عليها بالإثم والعدوان.
تطاولوا عليها تطاول البنيان.
مصر قرآن يمشى على الأرض فهى تعلو ولا يعلى عليها!
فى عام واحد تترأس الاتحاد الإفريقى. وقبلها تعرض تعميم تجربتها الرائدة فى التنمية فى القمة الأوروبية الإفريقية بالنمسا. ومن قبل القمة الصينية الإفريقية. وتتوج بالتنظيم الطارئ لكأس الأمم الإفريقية. ومن بطنها يخرج أفضل لاعب فى إفريقيا للعام الثانى على التوالى. تقود الكوميسا. تحفظ ود الجار وتجير. كل ذلك فى أيام معدودات!
هل كانت صدفة أن يتنزل ملك الملوك على أحد جبالها؟
وأن يخلع موسى نعليه على أرضها بالوادي المقدس طوى؟
وأن يلجأ إليها المسيح وأمه البتول ويجعل من دروبها مسارا للعائلة المقدسة.
وتستقبل رأس السبط الحسين عليه السلام!
ما رماها رام وراح سليما. عناية الله تحميها. من أراد أن يرى الله جهرة فعليه أن يراها قبلا!