
حازم منير
الحرب المستمرة
لا تمل الجماعة الإرهابية وأعوانها من تكرار المحاولات الفاشلة لتمرير شائعات وأكاذيب فى إطار خطة تحطيم معنويات الشعب وتحريضه ضد دولته الوطنية اعتقادا منهم أن الشعب سيعيدهم مرة أخرى لحكم البلاد كما حدث فى غفلة من الزمن وبضغط ومساندة خارجية.
يعتقد البعض أننا أنجزنا عملية استعادة الدولة الوطنية، والحقيقة أننا استعدنا بناء الدولة الوطنية بمؤسساتها، لكن مازال هناك العديد من المهام التى لم تتحقق بعد والتى كانت سبب معاناتنا لسنوات طويلة وتسببت فى تراجعنا للخلف خطوات كثيرة.
ومع استمرار مسيرة عملية الإصلاح فى مختلف الجوانب وليست الاقتصادية فقط تتراجع أعباء ونتحمل أعباء جديدة، وهكذا فى كل خطوة نحقق مكتسبات لكننا أيضا نواجه مشكلات وهو أمر طبيعى جراء تنوع مساحة التغيير المطروحة وتعددها فى ملفات عدة.
وفى مقابل ذلك تمارس الجماعة الإرهابية وأعوانها كل أشكال الترهيب وترديد الشائعات والأكاذيب بصورة تحريضية هدفها استثارة الناس ضد دولتهم، وضد مؤسساتهم الوطنية، وضرب العلاقات فيما بينهم، والتشكيك فى النجاحات التى تتحقق، والسعى لإساءة السمعة للمؤسسات ورموز الدولة، وإثارة السخرية من الأحداث.
الشعب المصرى اعتاد على التنكيت فى الأزمات، ومواجهة المصاعب بالابتسامة والضحك، حتى أن الشعوب العربية تطلق على المصرى «ابن نكتة»، لكن الفارق كبير بين نكات وقفشات المصريين فى مواجهة المصاعب والأزمات وبين محاولات اصطناع النكتة بهدف الإساءة لإنجاز أو التقليل من قيمته أو التحريض على الرموز وعلى المؤسسات.
القصة أن الجماعة الإرهابية فشلت تماما فى اكتساب ثقة الناس بعد إسقاطها فى 30 يونيو، وانهارت كل ادعاءاتها ومخططاتها لإشعال حرب أهلية بعد الثورة، ثم انهارت كل مخططاتها لتحريض الشعب ضد الجيش الذى نجح فى حماية ثورة الشعب، وتحطمت مخططاتها لاستثارة الأقباط ضد الدولة من خلال عمليات حرق الكنائس فى المحافظات المختلفة.
لم تجد الجماعة الإرهابية وأعوانها إلا التحرك الخارجى فى محاولة لترديد أكاذيب عن وقائع غير صحيحة، وعن واقع حياة المصريين، فكانت مخططات تحريض المجتمع الدولى ضد الدولة المصرية، لكن النجاحات التى حققتها الدولة فى مواجهة الإرهاب، وعلى صعيد الإصلاح النقدى والمالى، ومواصلة برنامج تحرير الاقتصاد بسياسات متوازنة تراعى فيها رعاية مصالح الفئات الأقل قدرة والفقيرة، وتعمل على تقليل الأعباء المترتبة بقدر الإمكان، أقول فشلت مخططات الجماعة الإرهابية فى تحريض المجتمع الدولى الذى ازداد دعمه للدولة المصرية على مختلف الأصعدة.
لم يتبق أمام الجماعة الإرهابية وأعوانها إلا تمرير الشائعات فى الداخل ، وترديد أكاذيب، وإطلاق تصريحات مختلقة ونسبها إلى رموز الدولة، واصطناع حكايات وروايات عن أحداث فى مناطق مختلفة والترويج لها، فى محاولة للإيحاء بانهيار الأوضاع فى البلاد.
استخدمت الجماعة الإرهابية وأعوانها كل وسائل الاتصال الحديثة من مواقع تواصل اجتماعى إلى فضائيات تليفزيونية، وبرامج فى قنوات أجنبية دست فيها عملاءها، واعتمدت على خلايا داخل البلاد فى ترويج الشائعات والأكاذيب ومواصلة عمليات تحريض الشعب ضد الدولة ورموزها، والحقيقة نحن نعيش حالة حرب متواصلة مع الجماعة الإرهابية وعملائها ولا يثنيهم عن مخططاتهم كل ما يتحقق ولا النقاط المضيئة فى حياتنا رغم كل مشكلاتنا اليومية.
إنها حرب مستمرة ومتواصلة لكن نهايتها قريبا إن شاء الله.