عُرس المسرح العربى «2»
لماذا لا تفكر الهيئة العربية للمسرح فى عمل مهرجان لمسرح الطفل يكون على هامش المهرجان الكبير.
يأتى المهرجان المسرحى هذا العام بعد تحقيق عدد من الانجازات التى أدخلت الهيئة العربية لقلب الحدث المسرحى داخل عدد من الدول العربية وذلك بإقامة عدد من المهرجانات الوطنية داخل تلك الدول مثل موريتانيا وفلسطين ولبنان والسودان،و هى بذلك تشارك الأشقاء فى عمل مهرجاناتهم القوية التى هى فى النهاية جزء من النسيج القومى العربى وتضيف بالطبع لونا متميزا من الألوان المسرحية الخاصة بكل دولة.
و أكد الكاتب المسرحى إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح فى المؤتمر الصحفى الذى وعد فى بداية الدورة على وجود أشياء كثيرة سوف تحدث فى الأيام القادمة وسوف تخدم تواجد الهيئة الدائم فى بعض البلدان العربية مثل مراكز فنون الأداء التى تعتزم الهيئة البدء فى تنفيذها فى القريب.
و مع الموضوعية والرغبة الحثيثة لفعل شيء للمسرح العربى من الهيئة العربية للمسرح يزيد الطموح وتتعاظم الآمال لتحقق انجازات أكثر وأكثر،خاصة أن كثيرا من المهرجانات والأحداث المسرحية قد تحققت خلال هذا العام كما أسلفت على مستوى النشر والندوات والورش والمهرجانات المتنوعة والإصدارات الخاصة بالمهرجان العربى هذا العام والتى بلغت 11 إصدارا عن المسرح المصرى.
ومن الأشياء التى أتمنى أن تتحقق فى قادم الأيام أن تأسيس مكتبة وثائقية مركزية بالشارقة تضم كل ما كتب ونشر وعرض فى المسرح العربى والعالمى؛ من نصوص ونقد ودراسات وأبحاث ورسائل جامعية،وكذلك ما تم عرضه من مسرحيات للكبار وللأطفال لتكوين مكتبة ضخمة على غرار مكتبة الكونجرس وتكون متخصصة فى المسرح،وأن يتم التواصل مع كل مؤسسات النشر العامة والخاصة من المؤسسات الثقافية والجامعات والمعاهد العليا لتزويد المكتبة بكل الاصدارات من كل البلاد العربية،و أرجو أن تبدأ وزارة الثقافة المصرية من خلال توجيهات مباشرة من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير للتعاون بدعم تلك المكتبة المركزية للمسرح العربى لتزويدها بكل ما لديها من مادة موجودة فى مؤسسات الوزارة لتكون موجودة ومتاحة لكل الدارسين العرب للمسرح فى أى مكان وزمان.
كما أتمنى أن تصير الهيئة بيت خبرة عربى وعالمى ويكون لديها القدرة العلمية فى قادم الأيام لتسجيل الدراسات العليا ومنح رسائل الماجستير والدكتوراه،و تقوم بجمع كل الرسائل العلمية من كل الجامعات العربية الخاصة بالمسرح فى مكتبتها المركزية.
كما أتمنى أن تجد الهيئة العربية للمسرح حلا لدعم نشر النصوص المسرحية بالعالم العربي،فأغلب دور النشر لا تفضل نشر النصوص المسرحية لأنها لا توزع حسب أقوالهم وتدعى أنها تكتب لكى تنفذ من قبل المخرجين والمهتمين فقط،والحقيقة ربما لا تكون كما يدعون ولكنها أقوال مرسلة فكيف وصل تراث النصوص المسرحية من اليونان حتى الآن،و الحل يكمن فى شراكة ودعم دور النشر والسلاسل التى تنشر المسرح بالمشاركة فى انتجاها وتوزيعها على المراكز التابعة للهيئة العربية للمسرح فى البلدان العربية والتوسع فى نشر النصوص المسرحية خاصة وتوزيعها من خلال دور النشر العربية فى كل البلاد العربية ولا يقتصر تواجد منشورات الهيئة العربية للمسرح من خلال المهرجانات أو بعض المعارض.
وأتأمل أحيانا لماذا لا تفكر الهيئة العربية للمسرح فى عمل بيوت للمسرح فى بعض الدول التى ليست بها مؤسسات مسرحية كافية وتكون على غرار بيوت الشعر،تهتم بالنص المسرحى وتعقد له قراءة مسرحية تجمع بين النص والعرض،كما تقوم بمناقشة العروض وقضايا المسرح بصفة عامة فى هذا البلد العربى والبلدان المجاورة له ومن الممكن أن تتم فورا من خلال تعاون مع بيوت الشعر التى تقيمها دائرة الشارقة.
وأخيرا لماذا لا تفكر الهيئة العربية للمسرح فى عمل مهرجان لمسرح الطفل يكون على هامش المهرجان الكبير ويهتم بتقديم بعض العروض المسرحية للطفل وعمل ندوة موسعة لتقوم بمناقشة قضايا ثقافة الطفل وخاصة مسرح الطفل والمسرح المدرسى الذى يعد اللبنة الأولى للمسرح فى قادم الأيام.
وختاما كل الثقة أن الهيئة العربية للمسرح قادرة على تحقيق أحلام المسرحيين العرب فى القاهرة وفى كل مكان عالمنا العربى وأعتقد أن من حقها علينا أن نحلم لها ومعها بمسرح عربى عظيم يحمل همه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عاشق المسرح والذى يعاهدنا أنه سيحمل همه إلى الأبد، وسيظل عاشقا للمسرح.