الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من القاهرة إلى أسيوط

من القاهرة إلى أسيوط






ثلاثة مشاهد فصلت بين كل مشهد والآخر ساعات عدة قليلة، كانت كافية لإثارة الاطمئنان فى نفوسنا، وردا شافيا على «الموتورين»، ورسالة الى الإرهابية واعوانها ان الدولة المصرية سيطرت وانقلبت فى مواجهة الإرهاب من حال رد الفعل الى الفعل .
المشهد الاول فى عزبة الهجانة شرق القاهرة، وبلاغ إمام مسجد يكشف عن تعاون شعبى رسمى فى مواجهة الإرهاب ينجح فى افشال مخطط كارثى باستخدام سطح مسجد لتدمير كنيسة، سقط جراء الواقعة شهيد منضما الى قافلة الشهداء، لكن أثبتت الواقعة اهمية وحيوية التعاون والتفاعل الايجابى بين الشعب والاجهزة الامنية فى مواجهة الإرهاب وقدرة هذا التعاون على افشال مخططاته.
المشهد الثانى فى مطار القاهرة حيث تمكن الأمن المصرى من ضبط شاب ألمانى من اصول مصرية ينتمى الى تنظيم داعش قادما من المانيا الى القاهرة متجها الى سيناء للانضمام للارهابيين، وتمت إعادة الشاب وتسليمه الى بلاده، بعدما نجح الامن المصرى فيما فشل فيه الامن الالمانى حسب ما اعتقد وحدد هوية الشاب وانتماءه التنظيمى لصفوف الإرهابيين وتم ضبطه وترحيله الى بلاده.
المشهد الثالث فى طريق اسيوط - سوهاج، حين بادرت الشرطة المصرية بمداهمة وكر للارهابيين فى الصحراء اثناء استعدادهم لتنفيذ عمليات ارهابية فى مناطق عدة ونجحت فى عملية اشتباك متبادل اثناء المداهمة فى قتل الإرهابيين الستة فى تبادل لإطلاق النيران، وضبط مستندات ووثائق قطعا ستفيد عمليات مطاردة باقى فلول الإرهاب .
نحن امام رسائل متعددة، لن نمل من تكرار بعضها، لعل وعسى ان يُعلم التكرار بعض الشطار الذين يأبون التعلم، ويرفضون الاقتناع بأن ما  يحدث مواجهة حقيقية مع الإرهاب والإرهابيين وليس مجرد اقتتال أو احتراب داخلى، وانما هى حرب حقيقية بكل معانى الكلمة لها مواصفاتها وانكارها يعكس حالة جنون ومرض نفسى يستلزم العلاج .
قدرات الامن المصرى على تلمس المعلومات الحيوية والمؤثرة واستخلاصها من داخل خلايا الإرهابيين رغم صعوبتها البالغة، وقدرة الامن على توظيف هذه المعلومات واستثمارها فى لحظات محددة يقررها هو وفقا لأهدافه وليس رد فعل لهذه التنظيمات، والتمكن من اختراق هذه الخلايا المُعقدة التركيب وفقا لمفاهيم العناقيد المنفصلة ومعرفة خططها ومخططاتها وادوات وعناصر التنفيذ، كل هذه الملاحظات مؤشرات على سيطرة ميدانية واضحة للامن المصرى فى مواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية .
الحاصل أن التعاون الشعبى مع الاجهزة الامنية يعكس تطورا فى الوعى تجاه قضايا الإرهاب، واهمية تقديم المعلومات المتاحة للسلطات المعنية، هو ما كنا نتحدث عنه قبل عام عن ضرورات نبذ التراجع للخلف وعدم تقديم المعونة او التعاون مع الامن فى مواجهة الإرهاب، وهو وعى ما كان ليرتفع لولا ثقة الناس فى أن الدولة المصرية تبذل جهودا حقيقية ومؤثرة لحماية الدولة الوطنية ومصالح الشعب .
والشاهد أن الرسائل الثلاث بدلالاتها معا، او من خلال دلالة كل رسالة منها على حدة تؤشر إلى تقدم مهم وقوى فى بلوغ مرحلة اكثر امنا وقدرة على السيطرة بما يتيح حديثا مطمئنا لقلوب المستثمرين عن الأوضاع الداخلية، وقدرة المجتمع على توفير بيئة ومناخ امن للاستثمار يشارك فيه الشعب الى جانب سلطة انفاذ القانون.
من القاهرة الى اسيوط  ثلاث رسائل ان بمصر أمة متمسكة بحقها فى المستقبل ودحر الإرهاب.