الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوطن أولا

الوطن أولا






لا تزال قضية الفهم الصحيح  للدين هى احد اهم المنطلقات فى عملية تقديم خطاب دينى صحيح ومناسب للعصر، ومما لا شك فإن هذا يتطلب- كما أكد د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف- عدم الاعتماد على حفظ بعض الأحكام الفقهية الجزئية والاهتمام أكثر بالقواعد الكلية وفقه المقاصد، فنحن فى حاجة إلى قراءة جديدة وعصرية بتراثنا، حيث إن هناك ظلما للتراث حيث به افكار تتفق مع متطلبات العصر ومنها جعل الوطن إحدى الكليات الأساسية والمقاصد الشرعية.
إن مصر تعيش حاليا عصر نهضة وطنية للم شمل الجميع تحت راية الوطن حيث تطبق عمليا مفهوم الوطن اولا، وكما أكد وزير الأوقاف: إننا فى العصر الذهبى لمفهوم المواطنة المتكامل والمتكافأة..بسبب قيادة سياسية واعية.
فعلماء التراث اجتهدوا لعصرهم وفق الأحداث والزمان وتركوا لنا الاجتهاد فى قضايا عصرنا وإذا كان الفقهاء قد اجمعوا على مقاصد كلية خمس هى: حفظ الدين والنفس والعقل  والمال والعرض إلا ان ذلك لا يعنى عدم التفكر فى تلك المقاصد والنظر إلى قضية الوطن باعتبارها مقصدا من مقاصد الشريعة المهمة.
وأتذكر فى اهمية حماية الأوطان موقف لفضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الراحل حين تحدث ذات مرة عن اهمية الامن والأمان وقال:«إن الأمن والأمان يأتى على رأس وأولوليات حياة كل كائن حى وليس البشر وحدهم وضرب مثلا بغزال مريض وضع امامه طعام وآخر سليم امامه اسد ووضع له نفس الطعام، حيث تناول الغزال المريض الطعام بينما لم يستطع الغزال السليم تناول هذا الطعام لخوفه من الأسد وعدم احساسه بالأمن والأمان «هذا المثل البسيط الذى ضربه د. طنطاوى- رحمه الله ـ  يؤكد اهمية تحقيق الأمن الذى لا يتحقق إلا بحماية الوطن مما يجعله فى نظر من يعملون عقولهم يتساوى مع حماية الدين لأن الإنسان بدون وطن يأويه ويحميه لن يفكر فى أى شىء.
إن الجمود فى التفكير فى امور الدين، والوقوف فيها عند نصوص فقهية محددة لن يفيد الأمة بل ان على علماء المسلمين أن يبادروا فى تقديم وسائل لافهم التجديد للدين وفق قواعده الكلية، فكل ما وجد من مستحدثات الناس ليس من البدعة لأنه لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأت فيه نص بمنع الاجتهاد فيه.
وأؤيد بشدة قيام  وزير الأوقاف بإصدار كتب تمثل قراءة عصرية للتراث العلمى والفقهى تراعى ظروف الواقع ومستجداته، وتشكل الوعى المستنير وتحويله إلى حالة استنارة عامة.. لأن تحقيق ذلك يبرز بصور واضحة حقيقة الدين  بعيدا عن التشدد والفهم المغلوط.