السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
طالب «الحضن»

طالب «الحضن»






لو كنت مسئولا لأصدرت قرارًا فوريا بالتحقيق مع كل من ساهم فى صدور قرار بالفصل النهائى للطالب والطالبة فى واقعة «الحضن» الشهيرة، ورغم التراجع فى قرار الفصل النهائى فإنه لم يمنع من إصدار قرار متهور آخر بحرمان الطالب والطالبة من امتحان التيرم الأول.
ربما يقول البعض هل تدافع عن معاقبة من يرتكب فعلا فاضحا فى مكان عام وخصوصا فى ساحة الجامعة؟ وللحقيقة لست من يدافع عن الخطأ ولكننى انتقد من يواجه الخطأ بالخطأ خصوصا لو كان مرتكب رد الفعل من الأفاضل أصحاب الخبرة والتجربة.
الخطأ الأول أن رد فعل صاحب قرار الفصل جاء متسرعا متهورا ولن أقول محاولة من صاحبه لرفع سيف الدفاع عن الفضيلة فارتكب الخطيئة بإصدار عقاب لا يتوافق أبدا مع الخطأ بل هو عقاب يصم صاحبه بالتطرف والعنف الإدارى المقيت.
الخطأ الثانى أن قرار الفصل النهائى جاء عقابا على «الحضن» ولا أدرى لو ارتكب طالبا خطيئة فى الجامعة فماذا سيكون عليه العقاب؟ أخشى أن الجامعة ستعاقبه بالقتل رميا بالحجارة، لقد تعلمنا أن العقوبة يجب أن تكون فى توافق وتناسب مع الجريمة، لكن ما شاهدناه يؤكد أن صاحب القرار وهو أستاذ جامعى للأسف لا يعرف ولا يعلم هذه القاعدة القانونية الشهيرة.
الخطأ الثالث أن صاحب القرار وهو من هيئة التدريس الجامعى يفتقد تماما للروح التربوية، وفى الأغلب هو لا يتعامل مع الأجيال بأنها فى مرحلة التعلم والبحث عن المعرفة، وإنما باعتبارها أجيال فاقدة للأدب والأخلاق ووجب عقابها وهولها، ولو كان تربويا حقا لتعامل بأساليب أخرى كثيرة أنجح بكثير وأكثر تهذيبا وتعليما للنشء مما فعل.
الخطأ الرابع هو سبب اتهامى لقرار الفصل بأنه خطيئة، فلو أخطأ الشاب والفتاة بما ارتكباه وأؤكد لو ارتكبا خطأ، فإن ما تسبب به قرار الفصل النهائى وردود الفعل الغاضبة ضده تسببا فى إلحاق أكبر الضرر بسمعة شاب وفتاة لا يحتاج توجيههما كل رد الفعل هذا وما تسبب به مجتمعيا بين أقاربهم وأهاليهم وجيرانهم فى هذا المجتع التقليدى، فقد تسبب هذا القرار فى فعل تجريس مؤلم وسخيف، لولا أن تبين أن علاقة الشاب والفتاة فى إطار الأهل والمعرفة والخطوات الأولى للاقتران.
الخطأ الخامس أن كل ما جرى يؤكد مدى الانفصال الحاصل بين هيئات التدريس فى الجامعات وبين الطلاب، وإن شئت فهى هوة ساحقة فى التفكير والعقلية والنظر للأمور، ويبدو أن العديد من الأساتذة المفترض أنهم تربويون لا يعلمون وسائل التربية الحديثة ولا كيف يتعاملون مع الأجيال الجديدة، وأن ما كان يحكم تفكيرنا وثقافتنا لم يعد صالحا للعمل به هذه الأيام، وكلامى لا يعنى أبدا أحاديث الانحلال التى ربما يتذرع بها البعض شعارا للتستر والمدارة على خطايا تُرتكب فى حق الأجيال الناشئة.
الأمر بسيط جدا، مجرد لقاء فى مكتب مسئول مع الشاب والفتاة وحديث توضيحى ودى هادئ كان كفيلا بإنهاء الأمر، لكن يبدو أن البعض تخيل فى الأمر مناسبة للظهور حاميا للقيم وهو فى الحقيقة حاميا للتطرف ومروجا للعنف والشطط.