
رشدي أباظة
٢٥ يناير.. ثورة أم مؤامرة؟! «3-1»
كان السلام يعم البلاد. وتلف السكينة قراها ومدنها المطمئنة. تسير الحياة بين كر وفر. بين أفراح وأتراح. بين ضيق واتساع. هكذا خلق الله الخلق!
يتقلب الناس فيها بين كفاح العيش وسعادة الأقدار وأحزانها. والدنيا تسير للأمام تارة وللخلف تارة.
كان الناس فى أمان وسلام إلا من تقلبات الزمن والأيام!
وكذلك السلطة. تسير بين رشد تارة وإفساد تارات.
وهكذا خلقها الله!
لم يكن للناس فى مصر مطلب إلا عيش كريم. وتأمين حياة يظنونه مقبلًا لا مدبرًا!
ثلة من أهل الشر وطأت أقدامها!
بثت سموم الفتن. والخراب !
مشت فى الناس قضّت مضاجع الآمنين.
فى ليلة شاتية مطيرة ظهرت بوادر شر مستطير. كانت السلطة هى القميص الذى ارتداه هؤلاء.
فى أوئل شتاء عام ٢٠٠٣. كانت القوات الأمريكية قد غزت العراق الحبيب.
دخلت عنوة. وقتلت الآلاف من بنى جلدتنا، رسم الغزو الأمريكى خطط القتل وتدمير البلاد العربية الآمنة.
بعد تفكير وتدبير صرنا بين أمرين : إما الغزو العسكرى فى العراق. أو الهدم من الداخل؟
كان حظ العراق الغزو العسكرى. وحظ مصر وتونس وسوريا واليمن وليبيا استئجار أرحام من الداخل!
خطط قتل تاريخية. تم توظيف شركات قتل دولية داخلية. كان الإخوان المسلمون إحدى هذه الشركات. وكذلك مجموعات من الشباب.. حركة ٦ إبريل انضمت لهذه الشركات!
صنعت آنذاك كرة الثلج. صارت تتكور عام ٢٠١١.
ظلت تكبر وتنتفخ.
بأريحية شديدة يعترف قيادات هذه «الشركات» بأنهم تلقوا تدريبات خارج مصر وتحديدًا فى صربيا على وسائل إسقاط الأنظمة.
صدمة الاعتراف عادت بى إلى ميدان التحرير، أتذكر عندما رأيته بأم عينى «برنارد ليفى» ومن حوله يلتف المتظاهرون يهتفون بسقوط النظام دون أن يتساءل أحدهم من الوافد الأجنبى..ولماذا يهتف بسقوط النظام المصرى؟
تنكأ هذه الأيام جروح لم تبرأ ولن تبرأ. جروح تصاحب حتى الموت.
عندما طلب منى السيد رئيس التحرير التكرم بكتابة سلسلة مقالات عن أحداث يناير تساءل:
هى ثورة أم مؤامرة؟
كانت إجابتى هى جرح غائر لا يمحوه إلا الموت.
غدًا نكمل