
رشدي أباظة
25 يناير ثورة أم مؤامرة؟! (3-3)
لست بصدد التقييم النهائى لما حدث عشية ٢٥ يناير ٢٠١١. بالفعل قد يحتاج الأمر لسنوات!
غير أن الثمانى سنوات التى خلت أفرزت شواهد مثل «رابعة» النهار!
شواهد تعطينا إشارات واضحات تجيب.. هل كانت ثورة أم مؤامرة؟
أحد أهم هذه الشواهد هو نسبة «المكون الأجنبى» فى مواجهة «المكون المحلى» فى بنيان ما حدث فى يناير..
تجلى المكون الأجنبى فى المحاور التالية:
١- غطاء أمريكى موسع تم توثيقه فى خطاب أوباما داخل جامعة القاهرة عام ٢٠٠٩
٢- تمويل وحشد قطرى واضح ومعلن تحت عناوين مختلفة
٣- تدريبات وتمويلات أجنبية اعترف بها أصحابها طواعية جهارا نهارا!
٤- مجموعات مسلحة من حماس وحزب الله
٥- دعم تركى استخباراتى يقوده الإخوانى أحمد عبدالعاطى مدير مكتب محمد مرسى إبان عمله فى رئاسة الجمهورية (تمت إدانته قضائيا فى قضية التخابر الكبرى)
٦- إعلام غربى خارج عن المهنية تماما يروج لأكاذيب وأساطير من أجل إطالة حالة الغيبوبة الثورية لتمكين التنظيم الدولى للإخوان من التسلل لجميع مفاصل الدولة.
٧- فى الخلفية تنظيم دولى يضم قيادات غير مصرية منحتها مواقعها التنظيمية حقا إخوانيا فى أن يكون لها دور فى تحديد مصير الدولة المصرية التى لا يعترفون بحدودها وفقا لعقيدتهم الإخوانية المنحرفة!
لقد كان المكون الأجنبى مرتفع النسبة فى مقابل مجموعات شبابية تم تغييبها واستخدام غضبها مدعومة بإعلام محلى تورط فى حالة ندية للدولة وزعامة خارج تقاليد المهنية تماما!
شاهد آخر فى المكون الأجنبى يضيف قصيدة فى معلقات يناير . وهو فى العام ٢٠١٠ كانت الجامعة الأمريكية تنفذ مشروعا لتخرج بعض طلابها تحت عنوان «كيف تنفذ اعتصاما مفتوحا فى ميدان التحرير؟»
فى نفس التوقيت كانت نقابة الصحفيين من خلال لجنة تطوير المهنة التى كانت ترأسها الأستاذة عبير سعدى الحاصلة الآن على منحة لاستكمال دراستها فى لندن كانت تقدم دورة بعنوان «الحماية القانونية للصحفيين» ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب!
خلال الدورة كان التدريب يتم على كيفية تشريح كيان الدولة بالتناول الصحفى دون الوقوع تحت طائلة القانون، لدرجة أن الصفحة رقم ٣٣ كان عنوانها «تحريض الجند على عدم الطاعة» متضمنة كيفية التناول الصحفى الآمن لهذا الموضوع الشائك دون الوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية. الدورة كانت ممولة من منظمة «الصوت الحر الهولندية» التى ثبت فيما بعد أن رئيس مكتبها هو السيد خالد داود القادم للتو من مكتب «الجزيرة» القطرية فى واشنطن!
السؤال عن يناير هل هى ثورة أم مؤامرة ينكأ جرحا غائرا فى النفس لا يمحوه إلا الله والموت!
لم يعد فى الفم ماء يحجبنى أن أقول إن يناير لم تكن ثورة ولا مؤامرة.. لقد كانت أكبر خطة كاملة فى عملية شاملة لإسقاط الدولة المصرية.