الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأزهر .. ومكانته

الأزهر .. ومكانته






 لا ينكر إنسان منصف قرأ التاريخ ومواقف الأزهر خلال مراحله المختلفة أن يجحف مؤسسة الأزهر حقها فى نشر الفكر والفهم الدينى الصحيح بل وقدم لنا علماء تنويريين لا يزال المحدثون من المفكرين والمثقفين يذكرونهم ويتحدثون عنهم فى مختلف المحافل أمثال الشيخ محمد عبده والشيخ رفاعة الطهطاوى.. وغيرهم ممن حملوا لواء التنوير... بل كان الأزهر الشريف يوفد من علمائه المتميزين وفودا للدراسة بالخارج، فحملوا لواء الحداثة الفكرية، وتحدثوا بلغة عصرية راقية وبفهم واع للدين، ولا يزالوا هم قبلة كل طالب علم يبحث عن التمكن والفهم وليس الحفظ .
ومع تطور الأوضاع خفض صوت الأزهر لفترة من الزمن جعلت هناك فرصة لبعض المتسلفين ومنتمى بعض التيارات أن يظهروا بل ويقحموا انفسهم فى شئون الأزهر بعدما نجحوا فى الحصول منه على شهادة  تخرج ازهرية ووجدوا فى حكم الإخوان فرصة لذلك... وأصبح الأمر أسوا بعدما زاد عدد من يتهرب من التعليم الأزهرى إلى التعليم العام بسبب تزايد اعباء الدراسة على الطالب الأزهرى.. مما جعل الفرصة تزداد لأصحاب الفكر السلفى أن يهيئوا ابناءهم للدخول فى المعاهد الأزهرية والتعلم فيه لدرجة جعلت بعض الأزهريين الغيوريين على ازهرهم يقولون: انه لا بد من التنبيه لهذا الخطر الذى قد يحول مؤسسة عريقة مثل الأزهر إلى مؤسسة  تمتلئ بالسلفيين.
أمر آخر أصبح ملاحظ كنظرة عامة لمؤسسة الأزهر ومكانتها، وهو إقحام الأزهر فى خلافات بسبب الحديث عن بعض الأشخاص الذين تولوا فيه مهام معينة ورحلوا، فكيف لمؤسسة عريقة بهذه المكانة الإسلامية والعالمية ان تقف ندا ضد وسيلة إعلامية أو أشخاص  أمام القضاء بسبب أشخاص، والسؤال الذى يتساءله الكثير من المهتمين بالأزهر وشئونه:  لماذا لا يتقدم هؤلاء الذين تنالهم بعض المواقع بالبلاغ ضد من ينالهم بعيدا عن مؤسسة الأزهر ومكانته؟! ولماذا يتم إقحام الأزهر ليكون طرفا ضد كل من يتحدث عن بعض  الأشخاص الذين كانت لهم صلة بمؤسسة الأزهر ورحلوا عنه؟! وما العمل فيما لو نجح الطرف الخصم فى ان يثبت حديثه عن بعض هؤلاء الأشخاص الذين يتم إقحام الأزهر للدفاع عنهم؟
قد يفهم البعض حديثى هذا اننى ادافع عمن يحاول النيل من الأزهر؟ فهذا بالطبع من المستحيلات لكونى أزهريا يعتز بمؤسسة الأزهر وما يقدمه فى خدمة الدين، بل اننى ما زلت ادين بالولاء لمشايخه العظماء، لكن غيرتى على الأزهر، جعلتنى اتعجب على توصيف كل من يتحدث عن شخص أو مجموعة اشخاص بأنه نيل من المؤسسة الازهرية !
إن الأزهر الشريف بقيمته وقامته اكبر من الأشخاص، واعظم من ان ينال منه احد فهو مؤسسة عريقة  ستبقى وينتهى الأشخاص، ويظل دوره باقيا ما بقى الزمان، فحفظ الله مصر بلد الأزهر .. وحفظ الله ازهرنا حصن الدين.