الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معرِض القاهرة الدولى للكتاب علامة مضيئة فى سماء القاهرة

معرِض القاهرة الدولى للكتاب علامة مضيئة فى سماء القاهرة






شهد معرض القاهرة فى «يوبيله» الذهبى هذا العام الكثير من الفعاليات التى تميزه عن الأعوام السابقة والتى تنبئ بأن الثقافة فى مصر فى حالة تعافٍ وفى طريقها للازدهار، فقد تجاوز عدد الزائرين بالمعرض هذا العام مليوناً ونصفَ المليون، وهو عدد ضخم بالمقارنة بأعداد الزائرين فى الأعوام السابقة - بالرغم من أن المعرض لم يغلق أبوابه حتى الآن - كما شهد المعرض إقبالاً كبيراً من الشباب على غير المعتاد، وهو مؤشر إيجابى يعنى أن القراءة باتت تمثل لشبابنا نقطة جذب واهتمام ، ولا عجب فى ذلك فالقراءة وسيلة المعرفة التى تؤدى إلى التقدُّم والرقيِّ والازدهار؛ فبدونها لا يمكن تصوَّر تقدُّم أمة من الأمم، فالإنسان القارئ المطالع يكون على دراية بما يدور حوله، وقادرًا على مواكبة التطورات المعرفية والعلمية التى تُستحدث كل يوم، لذلك فقياس معدلات مطالعة الكتب بات يمثل أهمية فى الدول المتقدمة باعتباره معياراً لتقدم الدول.. ومن أكثر الأمور التى تلقفها المثقفون بالغبطة والفرحة أن الأعمال التى احتلت المرتبة الأولى فى الكتب الأكثر مبيعاً هى كتب الأدب والشعر، ككتب أشعار صلاح جاهين، ورواية «فساد الأمكنة» للكاتب الراحل صبرى موسى، وكتاب طه حسين «الفتنة الكبرى»، بما يشير إلى ارتفاع الحس الأدبى لدى القراء، فالأدب والشعر قيمتهما لدى البعض أنفس من كل نفيس إذ يقول «كارليل» الكاتب الإنجليزى الشهير «نحن الإنجليز نرى شكسبير أنْفَس لدينا من الهند»، فشكسبير هو الذى بقصائده هزَّ عواطِفَ الأمة الإنجليزية، فأوردها موارِدَ الصفاء، وأصعَدَها مصاعد العلاء، وحبَّبَ إليها الجمال والجلال، وإنّ فتح الهند المشتملة على مئات الملايين من الأَنْفُس إنما كان من ثَمَرات تلك الشجرة الأدبية التى غرستها يدُ «شكسبير» فى هذه الأمة ، فى حين اعتبر الألمان أن الأدب هو مصدر الانبعاث الروحيِّ، فقد فُتِنوا «جوَتِة، إلى حدِّ أن شُبَّاًباً كثيرين انتحروا من شدة التأثر بإحدى رواياته، وكان بعضهم يقول: إن الله عوض الألمان عن المستعمرات التى فقدوها بالأفكار الفلسفية، ومن الفتوحات العسكرية بالفتوحات العقلية.
ومما زاد المعرض بريقا وإشعاعاً تلك الندوات الثقافية التى شهد لها الجميع بالنجاح والتميز، خاصة التى تم تنظيمها بالقاعة الرئيسية للمعرض (قاعة ثروت عكاشة) والصالون الثقافى (قاعة سهير القلماوى) فضلا عن تلك الندوات التى عقدت تحت اسم مخيم الإبداع، وضيف الشرف، وبانوراما إفريقية، وملتقى الإبداع، وقاعة الشعر، ووجها لوجه، وملتقى شباب المبدعين وغيرها من الفعاليات كعروض الأفلام الوثائقية، والعروض الفنية والمسرحية المبهرة، بالإضافة إلى معرض «الكاريكاتير»، وركن الفنون الشعبية..  فضلاً عن مشاركة متحدى الإعاقة ضمن فعاليات المعرض، إذ حرص منظمو المعرض على عرض الإبداعات اليدوية لمتحدى الإعاقة والتى لاقت منتجاتهم إقبالاً كثيفاً.. فكان ذلك معبراً عن نجاح المجلس القومى لشئون الإعاقة فى القيام بدوره النبيل فى رعاية متحدى الإعاقة الذين سمحت لهم وزارة الثقافة بدخول المعرض مجانا.. أما بالنسبة للطفل فقد لوحظ أنه حظى باهتمام بالغ وبرنامج شامل ضمن فعاليات المعرض.. فالشاهد، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام حقق نجاحاً شهد به الدانى والقاصى، وكان المعرض رائعًا فكرة وتنظيمًا.