
حازم منير
ماذا لوحصل؟
ماذا سيكون تعليق ورد فعل الحكومات الأمريكية والأوروبية والبرلمان الاوروبى والكونجرس الامريكى اذا ما سمح القضاء المصرى للشرطة باستخدام الطلقات المطاطية ضد المتظاهرين غير المرخص لهم بالتجمع والتظاهر ولمواجهة اعمال الشغب؟ السؤال سببه موافقة القضاء الادارى الفرنسى للحكومة على استخدام الرصاصات المطاطية ضد اصحاب السترات الصفراء لمواجهة ما يقومون به من اعمال عنف وتجمعات غير قانونية غير مرخص لها، ونحن نتساءل اذا ما تم ذلك الاجراء فى مصر فهل سيُعتبرون القضاء المصرى فى هذه الحالة غير مستقل؟ وهل سيتهمون الحكومة المصرية باستغلال القضاء لأعمال غير شرعية؟ وهل سيصفون هذه التطورات بأنها من ضمن أعمال انتهاك حقوق الإنسان ومنع الناس من التعبير عن رأيها؟ وهل ستقوم المنظمات الدولية الكبرى بإصدار بيانات وتقارير إدانة وتكيل الانتقادات والاتهامات للقضاء؟ الغريب اننا لم نسمع اى رد فعل على هذه التطورات .
لو طلب اى مسئول مصرى خلال زيارته الى فرنسا عقد لقاء مع مسئولين من المعتقلين اعضاء جماعة السترات الصفراء وانتقى الضيف اسماء محددة تتهمها الحكومة الفرنسية بانتهاك القانون والتعدى على ممتلكات الغير واثارة الفوضى والعنف فى المجتمع والتظاهر من غير ترخيص وتكوين تجمعات غير قانونية واعاقة حركة الناس فى الطرقات العامة، فهل ستقبل الحكومة الفرنسة بعقد هذا اللقاء؟ وماذا سيكون رد الفعل اذا خرج المسئول المصرى يطالب الحكومة الفرنسية باحترام حقوق هذه الجماعات فى التعبير عن رأيها وممارسة حقها فى التظاهر، ويستند فى مواقفه وتقريره الى معلومات يستقيها من هذه الجماعات على خلاف ما تعلنه الحكومة الرسمية من بيانات؟
بمناسبة الموقف الغريب من احداث فنزويلا لماذا لم تتعامل اوروبا والكونجرس الامريكى باجراءات ايجابية مع المظاهرات الغاضبة الهادرة التى اجتاحت عددا من الولايات الامريكية احتجاجا على انتخاب ترامب وطالبت بعزله واجراء انتخابات جديدة؟ ولماذا لم تعترف اوروبا والكونجرس الامريكى بهيلارى رئيسة شرعية للولايات المتحدة، او على الاقل تعترف بشرعية رئيس الكونجرس رئيسا لأمريكا استنادا إلى شرعية مظاهرات جماعات من المعارضين للرئيس المُنتخب ترامب؟ ولماذا تم الاستناد الى نتائج الانتخابات التى وصلت بترامب للبيت الأبيض ولم يتم التعامل معها باعتبارها لا تعبر عن ارادة الشعب كما يتحدثون الان عن نتائج انتخابات جرت فى فنزويلا وانتهت الى انتخاب الرئيس الشرعى مادورو؟
يصف المجتمع الدولى مدينة القدس الشرقية بأنها ارض فلسطينية تحت الاحتلال تم احتلالها بقوات اسرائيلية فى يونيو1967، ويرفض بقرارات دولية ملزمة اى اجراءات اسرائيلية تؤدى الى تهويد المدينة، وقررت ادارة الرئيس ترامب ضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية واعترفت بالمدينة عاصمة لإسرائيل ونقلت السفارة الامريكية الى هناك لتضفى شرعية زائفة على احتلال لاراضى الغير. ألا تُعتبر هذه القرارات الامريكية بمثابة اعتداء بالقوة على قرارات الشرعية الدولية، ماذا لو جاءت ردود الفعل مستهدفة حماية قرارات الشرعية الدولية بالقوة ايضا؟ هل ستعتبر الولايات المتحدة هذه الردود بمثابة اعمال ارهاب وتطالب المجتمع الدولى بادانتها؟ ام ستعتبرها تصرفات يائسة محبطة من شعب يسعى الى حماية ارضه ومقدساته الدينية تمسكا بالشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة .