السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
موسم الشائعات

موسم الشائعات






على الرغم  من كل ما نتلقاه من شائعات وما يتردد من حكاوى القهاوى خلال الفترة الماضية، فإن المؤكد إقبالنا خلال الفترة المقبلة على مرحلة ستنهمر خلالها الشائعات على آذاننا كما السيول، وسنستمع فى اليوم الواحد لمجموعة حواديت مذهلة.
نحن مقبلون على مناقشات باقتراحات لتعديل بعض المواد فى الدستور، وهو موسم سيتيح لرعاة الشائعات مجالاً واسعًا لممارسة دورهم فى الابتكار والاختراع والترويج، وعلى الرغم من أننا ما زلنا فى الخطوة الأولى لكن ذلك لم يمنع من بدء مسيرة الشائعات.
جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانها داخل مصر وخارجها من جماعات السياسيين «الفاشلين» لم يجدوا أمامهم إلا الشائعات وكان منها مثلا شائعة الغاء تحصين منصب شيخ الازهر، وهو ما لم يرد نهائيا فى التعديلات المقترحة حسب البيان الصادر عن وكيل المجلس .
المسألة وما فيها ان الشائعات من السهل ان تنطلق، ويمكنك ببساطة تمريرها وسط ركام من الاحداث، لكنها لا تصمد فى مواجهة الحقيقة، بل من السهل ان تتعامل معها بمواجهة لحظية وقوية، تكشف خلالها زيف ما يردده هؤلاء.
فى الأحداث الكبرى تنتشر الشائعات والروايات المفبركة والحواديت المصطنعة، ولا يفعل ذلك سوى الضعفاء الذين لا يمتلكون منطقا او حجة حقيقية للجدال والمناقشة، وهم فى الاساس يسعون لهدم ما تحاول الدولة إنجازه.
أن تختلف مع تشريع او مع تعديل دستور امر طبيعي، وان تطرح رأيك فهو حقك، وان تناقش وفقا لرؤية وفكرة فهذا حق، إنما ان تعجز فتقوم بتأويل الكلام، او تختلق موضوعات غير حقيقية، وتصبغها بروايات من عينة «بيقول لك» أو«قالوا» فأنت لا تبغى نقاشا ولا حوارا وانما تسعى الى الهدم، ولا تملك من وسيلة الا الكذب.
المشكلة التى نعيشها، اننا نمر بمرحلة يُمكن توصيفها بأنها مرحلة كبرى، وهى مرحلة إنجازات، وتعديلات، وتغييرات، وتطوير، بما يتناسب مع احتياجاتنا فى ضوء التجارب والمتغيرات السريعة التى نعيشها، والامال والطموحات المعقودة على المستقبل.
وفى مواجهة كل ذلك لا يجد «الفاشلون» و«الارهابيون» الا الشائعات لإثارة الفرقة بين الناس، وللتشكيك فى الحقائق، ولتمرير معلومات كاذبة للاساءة، ولتحريض الناس ضد المشروع، وكل ذلك – مرة اخرى – لانهم لا يسعون الى حوار من أجل المستقبل وإنما الى اثارة الخلاف لشق الدولة الوطنية والسعى لإسقاطها.
مرحلة الشائعات الكثيفة مقبلة، وتوقعوا أن نستمع يوميا إلى حدوتة واتنين وربما تلاتة كمان، وانتبهوا لأن بعضها سيكون متضاربا مع البعض الاخر، وبعضها سيخلط بين جزء من الحقيقة والجزء المصطنع لمحاول اصباغ الواقع على الشائعة .
الارهابيون والفاشلون لن يتوقفوا عن اطلاق الشائعات.