الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«فرحة» ضابط عظيم !

«فرحة» ضابط عظيم !






تعرف الدكتورة فرحة الشناوي؟،نعم ،هى نفسها التى فرضها عليك السوشيال ميديا، طوال الأيام الماضية ،وقد تكون واحدا من 15 ألف  شيروا خلال ساعات قليلة «بوست» الدولة تتجاهل علمائها ليصبح «ترند» على مواقع التواصل الاجتماعى.
 بالضبط البوست اللى بيقول نصا، ولن أتدخل فى الأخطاء الإملائية  :«فى ظل غياب الإعلام وانشغالهم بحجاب سهير رمزى وشهيرة وتصريح عمرودياب بعدم الزواج من دينا الشربينى وبرامج الطبيخ والأكل والموضة الميك آب والكورة والأندية ،فرنسا تكرم الدكتورة «فرحة محمد مأمون الشناوى» العالمة المصرية المتميزة على مستوى مصر وفرنسا فى علم المناعة وهى حفيدة شيخ الأزهر «محمد مأمون الشناوى» فى عام 1948 ويمنح سفير فرنسا وسام «ظابط عظيم» من رئيس فرنسا للدكتورة «فرحة الشناوى» انتهى البوست الذى شغل التايم لاين .
الحقيقة البوست أسعدنى جدا ،ووجدتها فرصة ، لأكتب عن واحدة من عظيمات مصر،وأن أواصل الكتابة فيما بعد عن عظيمات مصر فى كل المجالات ،فرصة أن نقرأ معا عن «الضابط عظيم فرحة» ، آخر عناقيد العبقرية المصرية، حفيدة أول عالمة ذرة مصرية الدكتورة سميرة موسى  «3 مارس 1917 - 15 أغسطس 1952»، والتى تم اغتيالها، فى حادث سير بكاليفورنيا أثناء زيارة لها فى أمريكا،عن طريق سيارة نقل اصطدمت  بسيارتها بقوة وألقت بها فى وادى عميق، وقبل الحادث ،قفز سائق السيارة ،التى كانت تقل العالمة المصرية  واختفى إلى الأبد.
الدكتورة فرحة الشناوى، من أوائل الحاصلين على دكتوراه فى علم المناعة من فرنسا، وتتلمذت على يد العالم الفرنسى الكبير والحاصل على جائزة نوبل فى الطب عام 1980، البروفيسور جون دوسيه «19 أكتوبر 1916 - 6 يونيو2009» وهومن أبرز العلماء فى مجال المناعة والأنسجة.
الدكتورة فرحة أول سيدة تتولى منصب وكيل كلية طب المنصورة، ثم أول سيدة تشغل منصب عميد كلية طب المنصورة ووقتها  أطلقت أول برنامج تعليم طبى بشراكة كاملة بين جامعة مصرية وأخرى أجنبية، من خلال التعاون مع جامعة مانشستر الإنجليزية.
 وأيضا أول نائب لرئيس جامعة المنصورة، وهى مؤسس المركز الثقافى الفرنسى بالدقهلية، وأيضا المجلس القومى للمرأة فى المنصورة، وكانت عضوا باللجنة العليا لزراعة الأعضاء فى مصر، تلك هى المناصب الإدارية والأكاديمية التى تولتها.
الدكتورة فرحة الشناوى أسست معمل المناعة والبصمة الوراثية فى مركز المسالك البولية والكلى بجامعة المنصورة ،والذى ساهم فى نجاح برنامج زراعة الكلى فى هذا المركز العالمى المتميز، كما أن لها دور مهم فى تأسيس برنامج زراعة الكبد فى الجامعة، من خلال علاقتها بجامعة باريس، هذا البرنامج الذى أصبح الأول محليا والثالث عالميا فى زراعة الكبد.
الدكتورة فرحة الشناوى ، حصلت فعلا على  وسام «ضابط عظيم» من الجمهورية الفرنسية، وتسلمت الوسام فى سفارة فرنسا بالقاهرة ،وقبله حصلت على وسام الاستحقاق الفرنسى أيضا  «فارس»، لكن التكريم والوسام الأخير «ضابط» كان فى ديسمبر 2017 ،ولم يكن من أيام أوأسابيع كما قال البوست، ولم يكلف أحد نفسه البحث عن المعلومة أومصدرها، فعلا كنت أتمنى أن نبحث جميعا عن حقيقة المعلومة، ومع البحث سنكتشف شخصية عظيمة ورائعة تستحق الاشادة بها.
الدولة لم تتجاهل الدكتورة فرحة ، وكرمتها وقتها، الإعلام لم يتجاهل الحدث كما يقول البوست، وأنا هنا لا أدافع عن الإعلام، ولكن هى الحقيقة، الكل احتفى واحتفل بحصول الدكتورة فرحة بالوسام، وكرمتها الدولة المصرية فى مارس 2018.
الدكتورة فرحة تستحق أن نحتفى ونحتفل بها كل يوم ، تستحق أن تكون حاضرة دائما ، نعم لم أفهم سبب إطلاق البوست فى هذا التوقيت ، ولم أبحث عن بداياته ،وسعدت بانتشاره جدا ، وقد تكون هذه هى المرة الأولى التى أسعد فيها ببوست كاذب، واستمتعت كثيرا بكم التعليقات ،وتمنيت أن يتواصل تداول – البوست- حتى يصل للجميع ،فالدكتورة فرحة  ومن مثلها نموذج نتمنى أن يكون هو قدوتنا، القاطرة التى تسحب  جيلا كاملا  نحو  التقدم والعلم.