
صبحي مجاهد
الحب المشروع
كثير من الناس ممن يحتلفون بالحب كل عام قد لا يعرفون حقيقته، ولا يعرفون ان الدين لا ينافى الحب بل هو قائم عليه، فالحب هو أساس الإيمان فبحب الله ورسوله يبلغ الإنسان قمة الإيمان، ولا ادل على اهمية الحب هو حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على التاكيد على محبته حيث قال فى الحديث المشهور: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين»، حيث إن من لوازم حبّ الله - تعالى- حُبّ المرء لرسوله صلّى الله عليه وسلّم؛ فهو المُرسل برسالة التوحيد، وهداية الناس.
والوصول إلى محبّة الله تعالى ورضاه طرقه كثيرة، منها: معرفته- سبحانه وتعالى- حقَّ المعرفة بالبحث فى أسمائه الحسنى وصفاته العُلا، واجتهاد العبد فى تطبيقها فى حياته العمليّة وتصرفاته اليوميّة التى تُثبت أنّه مع المعرفة تطبيقاً يُرضى الله تعالى، وذِكر الله - سبحانه وتعالى- باستمرار وفى الأحوال والأوقات كلّها، فهو من أعظم الأدلّة على المحبّة، وكذلك استشعار العبد لنِعَم الله- تعالى- عليه، فحبّ الله - تعالى- بسبب نِعَمه يعدّ نوعاً من أنواع شُكره وحمده.
أما الوصول إلى محبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تكون بكثرة الصلاة عليه، واتباع سنته، وتطبيق هديه فى كل شيء، ومحبة آل بيته الكرام، فهذه هى بداية زرع المحبة فى قلوب العباد، فمن احب الله ورسوله أحب من حوله ولم يسع لضرر أو لأذى أحد ابتغاء مرضات الله، فأصبح الحب هو أساس الاستقرار فى الحياة، فبالحب ينتفى الحقد، وتغلق الأبواب أمام من يحاول ان يزرع الوقيعة بين الناس.
وعلى الجانب الإنسانى فكل مشاعر توصل صاحبها إلى الرقى ومعاملة من حوله معاملة حسنة من باب من أبواب الحب المشروع الذى لا يخالف شرع الله، ولا حكمته من إيجاد الخلق ألا وهى التعير والبناء وهما أمران لا يتحققان إلا بالحب.
كما أن الحب بين الشاب والفتاة إن كان لزواج فهو مشروع، فالحب كما يقول بعض العلماء ستار للعيوب وكفار للذنوب، وكلما زاد الحب الطاهر العفيف بغرض الزواج زاد تكفير الذنوب، لأن الحب يجعل الزوج يصبر على زوجته، وكذلك الزوجة تصبر على زوجها.
إن الحب المشروع لا يمكن لأحد ان يرفضه او يقف ضده، لكن تلك الكلمة يستخدمها البعض وهو لا يعلم حقيقتها، حيث إن المشكلة هو ما نراه من حب مصطنع يطلب فيه الإنسان مصلحة أو أمر ما وليس حبا خالصا.
وختاما، فإن أبواب الحب المشروع متعددة فحب الأبناء تكون من خلال تنشئتهم تنشئة صالحة تخرجهم لبناء الوطن ورقيه، وحب الأزواج والزوجات تكون بحسن المعاشرة والكلمة الطيبة بعيدا عن الندية والمقارنات التى تؤدى لغلق أبواب الحب بين الزوجى .. اما حب الوطن فالوصول إليه يكون من أمور متعددة اهمها التضحية من اجله، والسعى لتقدمه، والصبر على ما قد نواجهه من صعاب حتى ترسو سفينة الوطن، ويصبح فى اعلى المراتب بين الأمم .. فكل عام والجميع فى حب خير.