
رشدي أباظة
السيسى المنتصر فى سيناء وميونخ
هل من قبيل الصدفة أن يكون يوم إلقاء الرئيس السيسى كلمته فى مؤتمر «الأمن» فى ألمانيا أمس الذى وجه فيها سؤالًا يعرف إجابته من الذى درب ومول الإرهاب هو نفس اليوم الذى وقفت فيه القاهرة أسدًا هصورًا ضد محاولة تفجير كمين أمنى فى الجيزة وأحبطت هجومًا آخر على القوات فى سيناء؟
وهل من قبيل الصدفة أيضا أن يوافق ذلك الذكرى الرابعة للضربة الجوية التى قامت بها القوات المسلحة ثأرًا لشهداء مصر الذين لقوا حتفهم ذبحًا على يد جماعات الإسلام السياسى الإرهابية فى ليبيا؟
لقد كان أمس يومًا فارقًا يطرح سؤالًا كبيرًا ولعل كلمة الرئيس السيسى ألمحت إليه إيحاء:
لماذا تبقى أوروبا على علاقتها بتنظيم الإخوان بالمأوى والإعاشة والتوظيف منذ مايقرب من ١٠٠ عام!
ليس صحيحًا أن الإخوان تنظيم ديمقراطى أو مدنى.
الجماعة تصر على الإرهاب لأنه منهج متكامل لديها. هى بمثابة شركة قتل عالمية للقتل.
يعيش الآن التنظيم مرحلة تصدع جراء إخلاص دولة ٣٠ يونيو فى الخلاص منه.
وإذا كان الأوروبيون يعتقدون أن التنظيم بإمكانه التوقف عن الإرهاب فهم واهمون.
القتل والإرهاب هو البضاعة الوحيدة التى يجيدها التنظيم.
لهذا يبقى ولهذا يتم استخدامه وتوظيفه.
إصرار الإخوان على الإرهاب نتيجة حتمية بسبب التصدع التنظيمى وبالتالى لا يكون أمام التنظيم سوى «التماسك الشكلي» من خلال ممارسة العنف للإيحاء أن التنظيم فى حالة اقتتال تستوجب الاصطفاف ولتنحية الخلافات وتأجيل الاختلافات.
التنظيم لا يحاول إعادة بناء نفسه على دماء المصريين فقط بل على دماء كوادره!
توقف التنظيم عن العنف مؤقتًا سيفتح الباب للمناقشة والتقييم والعتاب. الكوادر ستسأل القيادات عما جرى.. الأسئلة ستحاصر التنظيم ولن تجد إجابات مقنعة.. الأسئلة ستكون كالتالي:
١- كيف فشلت تجربة التنظيم بعد عام واحد من الحكم، ولو كانت الإجابة هى تحرك الدولة العميقة ضد مشروع الحكم الإخوانى .. فإن السؤال التالى سيكون وكيف للتنظيم أن يقبل على الحكم قبل أن يسيطر على الدولة العميقة أو قبل أن يضع خطة للتخلص السريع منها؟!
٢- أين أبناء القيادات مما جرى؟.
٣- كيف هربت القيادات ولماذا؟
٤- من يتولى أسر المحبوسين والمحكوم عليهم؟
٥- ما مصير الشباب الهارب خارج البلاد؟
٦- الأهم لماذا ستتم إعادة بناء التنظيم، هل من أجل تكرار تجربة جديدة للحكم بنفس آليات الفشل السابق، أم أن التنظيم غير تكتيكاته وقناعاته، فإذا كان قد غير قناعاته السابقة فلماذا ضحى بكوادر ما بين سجين أو صريع مواجهة أمنية من أجل قناعات بالية أثبتت التجربة العملية فشلها؟!!
الحق والحق أقول إن ذلك كله لم يكن محض صدفة.. لقد كان الله فى المرمى!