الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
محاولات الإرهاب

محاولات الإرهاب






من الصعب للغاية وصف المحاولة الأخيرة التى وقعت صباح السبت أمس الأول بأنها عملية إرهابية محلية خططت لها ونفذتها عناصر ارهابية من التنظيم المتواجد فى شمال سيناء، كون كل المؤشرات تدل على ان قدرة الارهابيين تراجعت وضعفت للغاية بعد النجاحات المتتالية التى حققتها قواتنا المسلحة والشرطة خلال الفترات الماضية، سواء فى سيناء أو فى باقى المحافظات.
وعلى الرغم من ذلك فإن ما جرى بعد فترة توقف طويلة لعمليات إرهابية كبرى أو حتى محدودة الاثر ادلة قوية وجادة على انحسار الارهاب وتراجع قدرات التنظيمات الإرهابية التى اعتدنا مواجهاتها خلال السنوات القليلة الماضية، وفقدانها لكثير من الادوات والامكانات المطلوبة لمواصلة عملياتها.
نحن امام واقع فرض نفسه على الجميع، وهو واقع استند الى عمليات ناجحة لمطاردة الجماعات الإرهابية وفلولها فى مختلف انحاء البلاد وحدودها الطويلة الممتدة، وهى نجاحات لا تعنى القضاء على الإرهاب، فهذا حديث الافك أو الجهل، لأن القضاء على الإرهاب قضاء مبرم؛ عملية اصبحت متصلة بأدوات دولية، بعد ان تحول الإرهاب الى فعل دولى وليس محليا.
الحاصل فعلياً ان مجرد مواصلة الارهاب لبعض محاولاته او افعاله يعنى وبالقطع استناده الى دعم مخابراتى خارجي، وهو دعم يمثل قوة الدفع الوحيدة لهذه الجماعات، ومن دونه لا يستطيع الصمود او مواصلة افعاله، كونه فقد القدرات الأساسية على الفعل سواء فى الافراد أو العتاد .
وبمناسبة حديث العتاد، فإن ما تم ضبطه خلال الاشهر الماضية من مخابئ ومعدات وعتاد واسلحة متنوعة وذخائر متعددة، واجهزة مراقبة ورصد وتتبع وخلافه، كلها تؤكد وجود اجهزة استخباراتية خلف هذه المجموعات تعمل على تمويلها ودعمها وتوفير كل اشكال المعاون اللوجستية والبشرية لمساندتها على مواصلة دورها التخريبى .
اللافت تزامن المحاولة الفاشلة بميدان الجيزة الجمعة الماضية مع محاولة شمال سيناء الصباح الباكر لليوم التالى بسيناء، وهو تزامن يؤكد عملية التواصل بين خلايا الاخوان الارهابية فى الداخل وعناصر الارهاب على الحدود، ويؤشر الى تنسيق ودعم عالى المستوى لإثارة القلاقل داخل البلاد
والحاصل فعليا اننا شهدنا محاولتين متزامنتين ايضا مع ذكرى نجاح الجيش المصرى فى قصف عناصر الإرهابيين فى ليبيا الذين ارتكبوا مذبحة المصريين الاقباط، والتى تمكنت فيها قواتنا من رصد اماكن تواجد هذه العناصر وقادتها وتمكنت من قصفهم وتدمير جزء كبير من هذه الجماعة.
اليقين اننا امام مواجهة اوسع بكثير من الحديث عن كونها تعامل مع جماعات ارهاب محلية، وانما هى ادوات وعناصر ووسائل لأجهزة استخبارات اقليمية او دولية، يهمها ألا يستقر هذا الوطن، وان يستمر فى حالة ارتباك واضطراب وتوتر، وان تتواصل محاولات استنزاف الوطن وامكانياته وقدراته فى مواجهات دموية تؤثر على سمعته الدولية.
اى عملية ارهابية متوقعة او مُنتظرة لا تقلل ابدا من نجاحنا فى محاصرة عناصر وجماعات الارهاب، والقضاء على الجانب الاكبر من قدراته وممكناته، بل هى – هذه العمليات – دليل على اننا نواجه ما هو ابعد من هذه الجماعات والعناصر .
ما تحقق من نجاحات سيتواصل لمزيد من الحصار لهذه الجماعات والقضاء عليها.