
رشدي أباظة
انقلاب!
ذات يوم والأيام والسنين ولت وجرت . وقف شباب الجماعة الإسلامية والجهاد داخل السجون يبكون. كان البكاء مريرا مرارة العمر الذى ضاع فى القتل والإرهاب وسفك الدماء.
كانت القيادات قد أخبرتهم بأن كل ما كان يفعلونه باطل شرعا. أخبروهم بغتة بأنهم كانوا على ضلال مبين.
عندها أسقط فى أيدى الشباب وانتحب بعضهم نحيب الموتى.
سجل أحدهم تلك اللحظة وسطرها قائلا:
لم يضع العمر فقط .. بل ضاع كل شىء!
تذكرت تلك الدموع وأنا أرى دموع شباب تنظيم الإخوان يبكى فى الخارج على ما آلوا إليه من ضياع أبدى . فلا قضية ولا وطن!
يبدو أن الكثيرين من فلول الإخوان قد أوشك صبرهم على النفاد . أزمة فجرها بهجت صابر . الرجل لم يعد بصابر فخرج فى مقطع فيديو يفضح قيادات الإخوان ليكشف عن حالة أنانية تنظيمية باتت القيادات تمارسها ضد الكوادر!
وبعدما كانت عمليات تغييب وعى شباب الإخوان تتم من أجل بقاء التنظيم فإن عمليات التغييب أصبحت تتم من أجل بقاء أشخاص فى التنظيم؟
ما فعله «صابر» يكشف عن حالة تنظيمية لم تنكشف من قبل .. ملامحها كالتالي:
١- التنظيم يمارس طبقية تنظيمية فيصنف أعضاءه ما بين أسياد وعبيد.
٢ -التنظيم الذى يمارس السلوك العصابى ضد الدولة أصبح يمارسه ضد كوادره وقواعده مقتديا بكبار تجار المخدرات الذين اعتادوا على تسليم صبيانهم للشرطة ككبش فداء يعرف باسم «الخروف»، الآن بعد أن كان هناك درجات تنظيمية «محب- متعاطف- عضو عامل يرتقى تدريجيا» أصبح هناك درجة جديدة «صبى إخوان».
3- التنظيم الذى ترعرعت كوادره وقواعده على فكرة عدم الانتماء أصبح يمارس هذه الحالة ضد قواعده.
٤- قيادات التنظيم الهاربة تحول هدفها من إعادة بناء التنظيم إلى كيفية بناء حياة مستقرة لنفسها ولأسرها خارج مصر.
هكذا هم الإسلاميون لا يتعلمون من دروس من سبقوهم!