
اشرف ابو الريش
«وإن جندنا لهم الغالبون»
يوما بعد يوم يتكشف لنا حقيقة ما يدبر لهذا الوطن فى العلن وفى الخفاء.. لماذا تحاول عدة قوى كبرى فى العالم أن تجعل مصر بلدا غير مستقر؟ ولماذا تسعى هذه القوى بصفة مستمرة إلى ضخ المحاربين المدربين إلى سيناء على مدار عدة سنوات بدءا من 2011 وحتى الآن؟ الإجابة ببساطة تتلخص فى أن هذه الدولة إذا استقرت تقدمت بسرعة الصاروخ لأن بها كل مقومات التقدم والنجاح فى أقل وقت وزمن ممكن أن يتخيله بشر ولعدة أسباب بسيطة للغاية.. شعبها.. موقعها الفريد فى العالم.. خيراتها التى لا تعد ولا تحصى.. جيشها الذى لا يهزم ولا يقهر أبدًا بفضل الله وبفضل عقيدة ثابتة لا تتزحزح مطلقًا.
استقرار هذه الدولة أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على قوى الشر فى العالم.. وقوى الشر لا تستفيد من الاستقرار فى المنطقة وإنما فائدتها الكبرى تكون فى الخراب والدمار وتشريد الشعوب والانقضاض على خيرات المنطقة من الخليج إلى المحيط.
قُدر لمصر لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى أن تكون رمانة الميزان فى الشرق الأوسط وتعدى الأمر إلى استقرار العالم كله وهذا ليس تضخيمًا للأمر وإنما هى حقيقة ثابتة تاريخيا منذ آلاف السنين.
منذ فترة دخلت على موقع دار الإفتاء المصرية لفت نظرى بحثًا حول الأحاديث الواردة فى فضل الجيش المصرى، اطلعت على ملخص هذا البحث فوجدت أن الافتاء أكدت على صحة كل الأحاديث الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بمصر وأهلها وجيشها.
من تلك الأحاديث عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».
«وقوله أيضًا إذا فتح الله عليكم مصر استوصوا بأهلها خيرًا فإنه فيها خير جند الله»
وأكد البحث بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الأحاديث المذكورة على أن جند مصر هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة، وعلى الوصية النبوية بأهلها، لأن لهم ذمة ورحمًا وصهرًا، وكلُّها معانٍ صحيحة ثابتة عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وقد اتفق المؤرخون على إيراد هذه الأحاديث والاحتجاج بها فى فضائل مصر وجيشها.
وتابعت الدار: «أسند أيضًا الحديثَ المرفوع فى فضل جند مصر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضى الله عنه: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وأبناءَهم فِى رِبَاطٍ إلى يَوْم الْقِيَامَةِ»
إذًا تنتصر مصر فى النهاية وينتصر جندها على الأعداء فى كل زمان ومكان والعبرة تقتضى أن نعي جميعًا أن لنا أعداء على مر العصور قديما وحديثا وسنظل بفضل الله فى رباط إلى يوم القيامة وهذا ما تؤكده الشواهد والأحداث التى ذكرها التاريخ وصنعتها الأيام والسنون خلال 8 سنوات ماضية.. رحم الله شهداء الوطن وجعل أرواحهم مع الصديقين والنبين وأولياء الله الصالحين..
“وإن جندنا لهم الغالبون”.. تحيا مصر.