الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«حـلاوتهم»!

«حـلاوتهم»!






تمشى على قدمين ثابتتين كالجبال. فهى أم وزوجة تجافى الصعاب وتقفز عليه. تدفع قساوة الحياة فى سعادة تخلب الألباب.
تمرح وتبذر الفرح فى أرجاء الدنيا كزهرة ورد فواحة.
جميلة كمريم. صلبة كخديجة. حَمولة كآسيا بنت عمران.
هى روح من كليوباترا. ونفس طيبة كعائشة.

عن المرأة المصرية أتحدث.. وعن البطلة المصرية بنت الدرب الأحمر «حلاوتهم» التى ترقد الآن فى مشفى الحسين الجامعى؛ إثر إصابتها فى حادث تفجير الانتحارى فى شهداء الشرطة أمس.

«الست حلاوتهم» الأم والأخت والزوجة والبنت الجميلة.. نحن هنا نتحدث عن اسم «مصرى أصيل» لسيدة تقطن حى الجمالية العريق.. موجات فطرة أمومتها المصرية انتصرت على موجات التفجير بفعل الانتحارى البغيض.
«حلاوتهم» المارة مصادفة فى طريق عودتها من قضاء حاجات أبنائها. كانت على موعد مع القدر الذى شاء لها أن تنجو. يقول التكفيريون المستبيحون لدماء الأبرياء «كل يبعث على نيته».

«حلاوتهم» المستمدة حلاوتها من عمق مصريتها كانت نواياها صادقة، فشاء المولى عز وجل أن تبعث من جديد شاهدًا على تجاوز الإرهاب كل حدود الإنسانية.

«حلاوتهم» الناجية لم تبعث وحدها، بل بعثت معها طاقة جديدة للإرادة المصرية. لم تجسدها مشاعر صادقة كما جسدتها فطرة الأم المصرية.
لقد ضبطت نفسى راكعة تبجيلًا واحترامًا وتوقيرًا لهذه السيدة العظيمة.