محور الشر فى «محطة مصر»!

الإهمال والإرهاب وجهان لخراب أى بلد.
الإهمال هو البيئة الحاضنة للإرهاب. يتعايش الأخير وينمو فى بيئة الإهمال الآسنة.

لا يعرف الكثير أن محاربة الإرهاب التى تقوم بها الدولة بدأت بالتنمية الشاملة بحسبانها القاتل النهائى للإرهاب.
الإرهاب هو الابن الشرعى للإهمال.
الإهمال والفساد هما المجرم الكبير والإرهاب هو المجرم الصغير.

إذا أردت قتل الإرهاب عليك أن تقتل أولًا أسبابه والإهمال أحد أهم أسبابه.
ما حدث أمس فى محطة مصر يقول بوضوح إن الإهمال والفساد هما البطل.

رأينا بعد الحادث كيف احتفى الإرهابيون بالحادث. فرحوا كما لو كانت عملية انتحارية!

الاثنان يعرفان أنهما أشقاء وأحبة .كلاهما يتبادل حصد أرواحنا ومحاولة إنهاك الدولة المصرية. الأسبوع الماضى كانت جولة الإرهاب فى الدرب الأحمر.
وبالأمس كانت جولة الإهمال فى محطة مصر.
تفوقت الدولة فى إدارة الحادث الأليم.
محاسبة فورية . ثانى أكبر مسئول فى الدولة كان على رأس عدد من كبار مرءوسيه الوزراء فى قلب الحادث بعد دقائق معدودات.
وزارة التضامن تصرف معاشات استثنائية لأسر الضحايا.

الرئيس يدخل على الخط.
وزير النقل يقدم استقالته والحكومة تقبلها.
المحاسبة فورية وقاسية دون مجاملة.
لا يوجد تهاون فى الحساب.
زمن الفوضى انتهى.

فى المقابل يتدافع الآلاف للتبرع بالدم للمصابين.
تكاتف اجتماعى وإنسانى فريد.
يبقى فقط مواصلة الحرب على الإهمال لنحارب الإرهاب من خلفه.
سبق أن خلعت هنا على الوزير المستقيل من قبل « وزير نقل الموتى»
كان السبب هو حادث إهمال فى البدرشين.
لم يلتفت الوزير المُهمل لحجم النقد على أدائه الكارثى. لم يحارب الإهمال حتى وجد نفسه فى حضن جرار محطة مصر الإرهابى!