ورش عمل الأطفال لـ«المعدول»

فاطمة المعدول اسم مهم جدا فى معادلة الكتابة للأطفال فى مصر والعالم العربى؛ فلا يقتصر دورها على الكتابة فقط لكنها واحدة ممن صنعن أجيالا من العاملين بثقافة الطفل طوال فترة عملها كمديرة لقصر ثقافة الطفل أو رئيس للمركز القومى لثقافة الطفل بمدينة الفنون وكذلك فى قطاع الفنون الشعبية من خلال فرقة تحت 18،  ومديرة للمسرح القومى للأطفال ورئيسة لقطاع الانتاج الثقافى ومن تقديمها للعشرات من الورش الفنية المتنوعة وخاصة المسرحية، كتابة وإخراجا مما جعلها واحدة من العلامات المميزة  للكتابة والإخراج المسرحى لثقافة الطفل بمصر، علاوة على تأليف أكثر من خمسين كتابا للطفل وإخراج ما يقرب من 30 عملا مسرحيا، و فوزها بعدد من الجوائز المصرية والعربية وتحكيمها لكبريات الجوائز فى مصر والعالم العربى.
سعدت جدا بصدور كتاب «ورش عمل الأطفال، فلسفتها...خطواتها وأعمال تطبيقية» وذلك فى طبعة جيدة وبالألوان عن الهيئة العامة للكتاب تعتبر إضافة مهمة للمكتبة الخاصة بثقافة الطفل، و تعود أهمية هذا الكتاب لأنه يقدم لنا ما وراء عمل عدد من الورش الفنية التى تناولها الكتاب بالشرح والتوضيح وبأسلوب بسيط يسهل على كل صاحب عين أن يرى ويعرف وينفذ أيضا لو أراد تحقيق وتنفيذ تلك الورش، خاصة المسرحيات التى قدمتها الكاتبة فاطمة المعدول نتاج تلك الورش على مدار عملها بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتى والمركز القومى لثقافة الطفل وحديقته الثقافية بالسيدة زينب، و سنجد من خلال قراءة هذا الكتاب المهم  أن لكل ورشة من الورش فلسفة عمل قدمتها الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول خلال الكتاب، كما أن القارئ يتعرف على أسباب عملها وأهدافها وفلسفتها،  وما المعوقات أو المشاكل التى قابلتها أثناء بدء تنفيد تلك الورش وكليف تغلبت على تلك المعوقات من خلال مقاومة ذاتها المتمردة على التقليد والإتباع والتواقة دائما لكل جديد والتى تقبل التحدى دائما ولا تتراجع،  وتبدأ فى مقاومة المسئولين المتقاعسين فى المكان الذى تقيم فيه الورش خاصة بعض الجمعيات الأهلية التى يتولاها أحيانا أناس لا يريدون العمل الحقيقى ويريدون أن يريحوا رءوسهم من وجع الدماغ ، خاصة فى الورش الصعبة جدا التى كانت تتم مع ذوى الاحتياجات الخاصة.  
و يتكون الكتاب ستة فصول يتناول كل فصل ورشة رئيسية من الورش التى كانت لها تأثير كبير وتركت نتائج مهمة،  فبعد أن تتناول المعدول كيفية عمل تلك الورش والصعوبات وكيفية التغلب عليها تقدم لنا المنتج الفنى لهذه الورش؛مسرحيات ،  لوحات وقصة مرسومة،  ويعتبر الكتاب نموذجا تطبيقيا لمن يود أن يقدم الورش الفنية للأطفال بأسلوب بسيط وسهل ويقترب من الناحية التعليمية ، كما أن النماذج التطبيقية جاءت مهمة وخصبة لتطبيقها وتنفيذها بشكل مباشر، فمن يريد أن ينفذ تلك المسرحيات سيجدها سهلة ميسرة دون أى معاناة.
و ترى المعدول أن أهمية الورش تكمن فى أنها عمل حر أساسه ممارسة الفن والإبداع والابتكار من الأطفال ومع المشرفين عن طريق اللعب والتجربة، فلا مجال لحسابات الصواب والخطأ، بل مسموح الإعادة واللخبطة والشخبطة دون توقعات الأهل الذين ينشدون المثالية لأولادهم حتى فى الفنون واللعب.
ومن الورش التى قدمها الكتاب؛ورشة الفنون التشكيلية والتعبير بالأدوات الفنية المختلفة، ورشة المسرح، ورشة العرائس والأقنعة، ورشة الحكى والشعر والتعبير عن الذات بالكلمات والحكايات، ورشة اصنع بنفسك، ورشة الدراما التخيلية أو التلقائية.
وأخيرا أرى أن مشاركة الأطفال هى الروح الأساسية التى حركت فلسفة وماهية الكتاب، فكرة اللعب والاستفادة من المتاح من قدراتهم، فكرة العصف الذهنى الذى يأتى بالكثير منهم فى شباك الإبداع حتى يتم اختيار وانتقاء الأفضل للبدء مباشرة فى تفاصيل عمل الورشة  المزعم تنفيذها والتى تراها الكاتبة واحدة من الوسائل الناجحة والمهمة التى يلجأ إليها الفنان والإخصائى لتنمية القدرات الحسية واللغوية وتنمية ملكة الخيال والابتكار.