
رشدي أباظة
تنظيم ضد الإنسانية!
الاختلاف السياسى مع تنظيم قاتل يحترف الجريمة أمر منتهٍ. التنظيم هو جماعة الإخوان. هذا الخلاف أفضى بنا إلى نتيجة خالدة وهى أن الإخوان شىء والمصريون شىء آخر. المصريون جنسية والإخوان جنسية أخرى.
كان ذلك فى الكتاب الوطنى سطرًا مسطورًا.
الآن حكم آخر تكشف وكشفته الأيام والحوادث وهو أن التنظيم بلا إنسانية. تعدى حدود القتل والذبح التى قد تنتاب المجرم فى لحظة ثورة نفسية تلقى به فى أتون الجريمة ثم لا يلبث بعدها أن يتوب ويندم!
إلا الإخوان.
نظرت إلى كل المواقف والحوادث الجنائية وغير الجنائية والسياسية والاجتماعية فوجدتهم معدومى الإنسانية.
قد أتفهم الشماتة والفرح التى تنتابهم فى الحوادث السياسية.
شماتة بحسبانهم خصومًا وإن كانوا قتلة مرتزقة!
إلا أنى لم أستطع فهم الشماتة فى النوازل التى تنزل بالمواطنين.
حالة شماتة تنظيمية غريبة يمارسها الإخوان فى أعقاب كل مصيبة ألمت بالشعب المصرى.
الخطورة هنا أن تكون فكرتك قادرة على تجاوز إنسانيتك وأن تصبح قادرًا على التخلى الطوعى أو التنظيمى عن شعورك الإنسانى من أجل فكرة.
الأفكار أساسًا وجدت لإثراء الإنسانية وليس لتعطيلها أو الانتقاص منها!
انظر إلى شماتة الإخوان فى المصريين بوازع سياسى أو دينى. وانظر إلى علاقة الكادر الإخوانى بوالديه غير المنتمين للإخوان. أو علاقة الوالدين بأبنائهم من غير الإخوان ستجد قدرة غريبة على تجاوز الفطرة الإنسانية!
لا يتوقف الأمر عند زاويته السياسية بل يتجاوز إلى إمكانية القول إن الإخوان يمارسون عملية اغتيال للدين الإسلامى عندما يستخدمونه بطرق تبرر تجاوز الإنسانية. ونحن بذلك نخالف واقع التاريخ الذى يقول إن السبب الرئيسى لانتشار الإسلام هو ظهوره وقتما كانت تفاصيل الحياة فى مكة تعانى أزمة إنسانية معقدة وضخمة.
تأملت كثيرًا لماذا سقط حكم الإخوان بعد عام واحد فقط.
فوجدت أن سقوطهم كان إنسانيًا فى عيون المصريين قبل السقوط الوطنى والسياسى!
تنظيم لا يعرف الإنسانية لا يستحق الإنسانية!