الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام وتكريم المرأة

الإسلام وتكريم المرأة






ينظر البعض إلى الدين على أنه تعاليم للعبادة والمعاملات، وأن الخطاب الإنسانى فيه جاء للرجال أكثر من النساء،  وفى الحقيقة فهذه نظرة قاصرة لا تعى حقيقة الدين، وحقيقة وضع المرأة فى الإسلام، ولا أريد تكرار كلام قيل فى هذا الأمر لكن ساكتفى بالتذكير بعدة أمور تؤكد أن الإسلام هو دين يحقق تكريم المرأة ويصون كرامتها وحقوقها.
ومع أن هناك من يرى أن الإسلام جعل الرجل فوق المرأة وأنها تحت سلطته دائما، إلا أن الحقيقة هى أن الإسلام جعل المرأة فى ذمة الرجال وعنايتهم من مولدها إلى وفاتها، ولم يجعلها تحت سلطتهم، وكأنه يريد أن يحيطها بسياج من الأمان والرعاية دون المساس بحقوقها الإنسانية والمادية، وخصص لها أنصبة مفروضة فى الميراث ترث فى كثير منها مثل الرجل أو أكثر، وأفرد لها الإسلام ذمة مالية مستقلة لم تعرفها.
إن المرأة فى الإسلام هى كالرجل مصداقًا لحديث :»النساء شقائق الرجال،» وجعل لها حق الاختيار فى كل شيء، وساوى بينهما فى إخوة النسب البشرى قال تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.
 كما جاءت الآيات القرآنية لتؤكد المساواة فى الثواب دون تميز بين رجل وامرأة حيث قال تعالى »: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
ومن تقدير النبى صلى الله عليه وسلم للنساء واعترافًا بأهمية وعظم دورهن فى الحياة أنه خصص لهن يوما يعلمهن فيه أمور الدين، بل نجد الرسول. صلى الله عليه وسلم يوصى بالنساء فى آخر وصية له فى حجة الوداع فيقول» أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»
إن الإسلام كرم المرأة فى كثير من أحوالها فكرمها  أماً؛ حيث قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)،وأتى رجلٌ إلى النبى - صلّى الله عليه وسلّم- يستأذنه أن يخرج معه للجهاد، فأجابه النبى عليه السلام :(فقال: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ فقلتُ: نعمْ، فقال:الزم رجلها فثمَّ الجنَّة).
كما أن الإسلام كرّم المرأة وهى طفلة، وجعل لها حقوقاً، ورفع درجة من أدّب ابنته وربّاها، حيث قال النبى عليه السلام: (من ابْتُلِى من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ).
إن إسلامنا دين يحقق للمرأة مالا تتخيله من حقوق ورعاية، ويجب ألا يؤخذ ما يحدث خاطئًا فيما يتعلق بالمرأة فى زماننا على انه من الدين ففارق كبير بين العادات والدين، ولا ينبغى أن نسمع لتلك الخطابات التى تتأثر بالعاطفة الجانحة إلى التحيز للمرأة فى بعض الأحيان كادعاء ظلم المرأة فى المواريث وعدم تسويتها بالرجال، وأنها مقهورة حبيسة عند الرجال، حيث إن تلك الخطابات تسيىء للمرأة ، وتؤدى لضياع حقوقها وكرامتها.