
رشدي أباظة
BBC هيئة سيئة السمعة!
ذات يوم سألت صديقًا صحفيًا مقيمًا فى لندن منذ سنوات بلغ من العمر المهنى عتيًا؛ لماذا تصر بريطانيا على التعامل مع حركات الإسلام السياسى وفى القلب منها تنظيم الإخوان وتناصبهم السلام والاحتواء والتوظيف؟
فكر صديقى ثم دبَّر وقال: أجهزة المخابرات البريطانية تقول طالما الدين عاملًا رئيسًا فى حياة الشعوب العربية والإسلامية فإن العلاقة مع هذه التنظيمات تظل حاضرة وقوية ولن تنقطع!
تذكرت إجابة صديقى المصرى البريطانى وأنا أتابع خطوات قناة BBC العالمية.
كيف ظلت أحد جسور العلاقة بين تنظيم الإخوان وأجهزة الأمن اللندنية تحت غطاء الميديا؟
ليس لدى شك فى أدوار الإعلام السياسية التابعة لحكوماتها. أمر مفهوم لدى. دول العالم كله تفعله. لم يعد محل شك أو ريبة!
بيد أن الحكاية مع BBC تختلف قليلًا.
BBC تقدم نفسها على أنها راعية المهنية والانضباط التحريرى المحتذى به.. هل الواقع يقول ذلك. الإجابة لا.
BBC فقدت وتفقد وستفقد الكثير من مهنيتها المزعومة.
المهنية هنا صارت محل شك واسع تؤكده المواقف والسياسة التحريرية المنحازة .
المنحازة إلى جماعات إرهابية هى تعلم قبل غيرها أنها قاتلة وضالعة فى جميع فنون القتل والتحريض واستخدام العنف ونشر الكراهية والدعوة دومًا إلى إشعال الفتن الطائفية والعرقية والسياسية.
مناسبة هذا المقال أمران: الأول هو الإعلان عن برنامج للإعلامى الطبيب باسم يوسف المعروف بمناوءته للنظام المصرى باستخدام السخرية والاستهزاء فى مادته التحريرية التى سيقدمها على BBC.
هل ستمارس BBC مهنيتها فى إدراك سبل عدم الانحياز بأن تستضيف ممثلًا عن الطرف المقابل الذى سيتناوله «يوسف» ساخرًا. وهل سيكون ساخرًا مثله لتتحول القناة إلى مسرح كوميدى أم كيف ستحقق المهنية فى الرد على سخرية «يوسف»؟
يؤسفنى القول بأن المؤسسة العريقة ابتلعت فخ «يوسف» السياسى الذى سيصعب عليها تسويقه مهنيًا.
لا أحب الإساءة لـ BBC مهنيًا.
بيد أن التوظيف السياسى لها يفقدها بريقًا ذهبيًا كان رائقًا.
الدخول فى حلبة السياسة يجبرنى على منازلتها سياسيًا لأسأل: الأمر الثانى هو سر توقيت إذاعة برنامج على شاشاتها العريقة لباسم يوسف؟
هل التوقيت له علاقة بقرب حصول «يوسف» على الجنسية الأمريكية الشهر بعد القادم؟
هل دافع الضرائب البريطانى الممول لـ BBC هدفه توظيف إحدى أبرز قواه الناعمة سياسيًا والترويج لتنظيم إرهابى ومعاداة الدولة المصرية؟نكمل غدًا.