الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«زكريا هو الحل»

«زكريا هو الحل»






الكتابة عن الفيلسوف الدكتور  فؤاد زكريا، مغامرة محفوفة بالمخاطر، مغامرة أصعب من السير على حبل مشدود  فى الدور العشرين بين عمارتين،لم يحظ الرجل بالكثير من التقدير لا فى حياته،ولا بعد رحيله فى صمت فى 11 مارس من العام 2010، بل تم اتهامه بالكفر والإلحاد، رغم ما قدمه من فكر ودراسات، وأبحاث،وكتب، فإنه حتى الآن لم يجد من يدافع عنه أو ينصفه، رغم دفاعه المستميت عن العقل والتفكير العقلى وتصديه للسلفيين والمتاجرين بالدين على مدار عمره 83 سنة « (1 ديسمبر 1927، بورسعيد - 11 مارس 2010.
هذه الأيام أعيد قراءة كتاب الدكتور زكريا المهم جدا « التفكير العلمى» الكتاب يشرح ببساطة ذلك النوع من التفكير المنظم، الذى يمكن أن نستخدمه فى شئون حياتنا اليومية، أو فى النشاط الذى نبذله حين نمارس أعمالنا المهنية المعتادة، أو فى علاقتنا مع الناس، ومع العالم المحيط بنا».
الكتاب، به الكثير والكثير من طرق التفكير العلمى العقلى، حتى فى أبسط المواقف التى تصادفها، ويعد نموذجا مهما لمن يريد ألا يسير وراء الشائعات، أو بمعنى أدق لمن يريد ألا يقع فى فخ الانسياق وراء الشائعات ومروجيها من المحترفين، ليس هذا فقط فالكتاب ينقذك بصدق من سيطرة الأوهام على عقلك.
كتاب الدكتور زكريا هو رد عملى يجب أن يتم تدريسه فى جامعاتنا ويشرحه متخصصون للناس بشكل مبسط، لأنه رد عملى  على «المغالطات الفكرية» أو المغالطات المنطقية»  التى احترفها وتدرب عليها الكثير من النشطاء فى الخارج .
للأسف هذا النوع من العلم والدراسة لا يتوفر كثيرا فى كتبنا العربية، ويدرسه بمنهجية شديدة رجال المخابرات فى العالم، ليستطيعوا التأثيروالسيطرة  على العقول.
عندنا فى مصر الكثير من النشطاء ممن سافروا إلى صربيا و تركيا و أمريكا و قطر،سواء قبل 25 يناير أو حتى الآن، درسوا هذا النوع من  العلم والتفكير، ومن خلاله قدروا يأثروا فى العقل الجمعى المصرى.
اتدربوا إزاى يزرعوا الريبة وانعدام الثقة، إزاى  ينتشر  سوء الظن ويفقد الآخرون مصداقيتهم، إزاى يتم التأثير على العقلية الجمعية وبعدها يتم تعميم الشعور بالخوف والقلق من الغد، كل هذا يتم بشكل ممنهج ومدروس، وبيقدموه فى شكل جميل، كوميكس ساخر، نكتة، شائعة دمها خفيف، وفى نفس الوقت يبدأون فى التسفيه والتريقة والسخرية من أى شخص يسأل مجرد سؤال عن أصل أى معلومة بيقدموها.
اتدربوا إزاى يقدموا لك مغالطات منطقية تمر إلى ذهنك ببساطة وكأنها من المسلمات، مغالطات من نوعية «إزاى ده ممكن يكون إرهابى.. دا مهندس، ده دكتور، ده الأول على دفعته، ده كان بيحفظ الأطفال القرآن، ده بيدرس للطلبة فى الجامعة،طريقة كاذبة لزرع أفكار فى رأسك، أن هؤلاء فوق النقد وفوق الخطأ، وكأن من يحملون هذه الصفات لايخطئون، ولايرتكبون الجرائم، ولم ينضموا من بداية حياتهم لجماعة تقوم على السمع والطاعة بلا تفكير!!»
«التفكير العقلى  أو التفكير العلمى» بيدربك على أنك تفكر  بشكل منطقى وتتبع أسباب سليمة توصلك لنتائج صحيحة.. ومن غيره بتوصل لقرارات غلط و تختلط المفاهيم فى ذهنك.
التفكير المنطقى النقدى أو التفكير العقلى، لو درسته أو قرأته  حتى لو بشكل مبسط، هتشوف الأمور بشكل مختلف، هتعرف ليه بتنتشر شائعات معينة فى توقيت معين، وهتعرف كمان إزاى ممكن تنقذ نفسك وتنقذ من حولك من السقوط فى فخ الشير، واللايك، والترويج لأكاذيب ممكن تهدم وطن بالكامل .
الهجمة الشرسة وكمية الأكاذيب والشائعات التى تنتشر يوميا ومنها بالمناسبة شائعات إيجابية، هدفها إرهاق ذهنك، فالاهتمام الشديد بنفى الشائعات لا يقل خطورة عن التجاهل الزائد، كلاهما يؤدى إلى نتائج كارثية،فالاهتمام الشديد سينتج عنه فتور شديد من المتابعين، ويحدث النتيجة نفسها للتجاهل الشديد،لا أحد يصدق أحد .!!
والحل؟.. الحل بسيط جدا، الحل فى كتاب مثل كتاب الدكتور فؤاد زكريا، هذا الكتاب، والكتب المشابهة  يتم تدريسها، نشرها بأسعار رمزية، الفضائيات تناقشها مع متخصصين.
«الحل» فعلا فى الشعار الذى رفعه  الدكتور فؤاد زكريا،  «العقل هو الحل» .