السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد الشهيد

عيد الشهيد






فى مصر مناسبات عديدة وإجازات كثيرة، حتى أننا أحيانا نشعر بتميزنا بين بلاد العالم من كثرة إجازاتنا، فأنشد لنا البعض أغنيات منها «يارب تكتر أفراحنا» وطبعا الناس فى الأفراح بتاخد إجازة علشان تستمتع، يعنى ببساطة «يارب تكتر إجازاتنا» وعلى قد نيتنا إدينا.
لكن ما ينطبق على أعيادنا وأفراحنا، لا ينطبق على احتفالنا بالشهيد، هومن أيام الأفراح بالقطع، لأننا نزف ابنا مخلصا للوطن إلى الجنة «بإذن الله»، ونحتفل بمن سدد حياته ثمنا لنعيش نحن، ونتذكر من تأثرت أسرته وفقدت ابنها أوعائلها أو أبوالبنات والولاد، لتعيش عوائلنا فى خير وأمان وسلام، نشعر بالراحة ولا نخشى خوفا من الأعداء.
العودة للاحتفال الرسمى بالشهيد أمر محمود وإيجابى، وإبراز الحالة بين الرأى العام عبر وسائل الإعلام أمر مهم للغاية، فالأمة تحتاج بين الحين والآخر، إلى اليقظة والانتباه، والتذكر لاستخراج العبر والدروس، واستلهام معانى الماضى من أجل المستقبل .
فى مرحلة الشباب وبعد عام ونصف العام  تقريبا على حرب أكتوبر، ساقنى الحظ ضمن رحلة لمنظمة الشباب الاشتراكى، إلى موقع الشجرة، أوالنقطة 6، حيث استشهد الرجل عبد المنعم رياض، فى واقعة لها دلالتها، حين علم العدوان شخصية عسكرية كبيرة فى الموقع، فأطلق مدفعيته وقذائفه على المكان، ورفض رئيس هيئة الأركان مغادرة المكان، وصمم على البقاء بين أبنائه من الضباط والجنود، ضاربا المثل فى المسئولية والشجاعة، حتى أصابه الأمر وصعدت روحه إلى بارئها.
وقتها ساد حزن عميق فى صفوف الجيش المصرى، وتقدم الزعيم ناصر الجنازة التى طالت لكيلومترات، وكان الحزن والغضب باديا على وجه القائد، ومن يومها تقرر اعتبار التاسع من مارس يوما للشهيد فى مصر نحتفل به كل عام .
فى المقابل يقف تمثال كبير للقائد الراحل الشهيد عبد المنعم رياض بمنطقة التحرير، واسمه تم إطلاقه على الميدان احتفاءً به، لكنى للأسف لم أشاهد ولولمرة واحدة اهتماما بهذا التمثال الذى يحتاج إلى الكثير والكثير من أوجه الاهتمام الذى يعكس حقيقة وعُمق ومغزى المكان.
لا أريد المبالغة ولا المزايدة فيما يتعلق بهذا التمثال، لكن الحقيقة أن بعض الأعمال الإعلامية سألت الناس فى بعض المراحل عن تمثال عبد المنعم رياض فجاءت إجابات البعض منهم مخيبة للآمال، تكشف عن ضعف فى ثقافتنا ومعلوماتنا عن تاريخنا.
اعتقادى أن بعض الاهتمام بالمكان سيضفى عليه حالة تتيح لمن لا يعرف أن يعلم من هوهذا الرجل، وماذا فعل للوطن، وماذا قدم الشهداء، حتى نتذكر الشهيد ونتعامل معه طول العام بما ينبغى علينا وما ينبغى على الدولة أن تقدمه، ليس فقط بأفعال وأعمال إنما أيضا بمعانى.
هوفعلا عيد الشهيد وليس يوم الشهيد، وللأعياد تقاليدها وطقوسها، يارب تكتر أفراحنا.