
رشدي أباظة
مهند التركى.. داعية إسلامى!
نحن الآن أمام خطر محدق.
خطر يلحق بالإسلام أولًا وبالأمن القومى العربى والإسلامى ثانيًا.
الخطر يقول إن الرئيس التركى طلب إنشاء أكاديمية للوعاظ والأئمة الأتراك فى الأردن لتعميق وتعزيز قدراتهم فى اللغة العربية.
باطن وظاهر الطلب لمن يعلم ويعرف العذاب. ليس فى داخله أى رحمة.
سبق وطلب «أردوغان» تعليم الأتراك اللغة العربية فى جامعات الأردن.
مولود جاويش أوغلو كتب أيضا مقالا فى صحيفة أردنية يطلب نفس الطلب.
نحن أمام إصرار وخطة ومنهج.
ليس طلبا من قبيل التعاون والبروتوكول الدبلوماسى.
الخطة والمنهج الهدف منها استراتيجية تركية للتغلغل فى المجتمعات العربية المسلمة فى الداخل العربى لنشر الإسلام الإخوانى التركى.
وكذلك استهداف الجاليات العربية فى أوروبا.
الهدف الأكبر هو موازاة مؤسسة الأزهر العالمية.
وهو مشروع سياسى للتغلغل فى الداخل العربى والجاليات العربية فى الداخل الأوروبى للاستقطاب والتوظيف ثم التوجيه والتثوير والتفجير من الداخل!
تركيا التى تخرج قياداتها فى حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم الرئيس نفسه خريجو مدارس الأئمة والخطباء ترى فى نفسها قيادة العالم الإسلامى سياسياً.
تريد معاودة الاحتلال العثمانى من اللغة العربية.
اللغة هى الوعاء الحاوى لذاكرة وتاريخ وتراث الأمم. الاحتلال التركى هدفه إعادة صياغة ثقافة الشعوب بالحروف العثمانية لينشأ جيل له قابلية لامتصاص الفكرة الأممية الإخوانية.
خلق جيل قادر على استخدام مفردات الخطاب الإخوانى لترويجه.
ستجد الدعاة الأتراك مختارين بعناية من أصحاب الملامح الوسيمة القادرين على تقديم عروض دينية لها قدرة على الجاذبية خاصة بالأوساط الشبابية.
الهدف من التحرك التركى هو استخدام «الإسلام» كأحد أدوات المشروع التوسعى الاستعمارى التركى من خلال تصدير صورة للإسلام «الإخوانى» للشعوب العربية باعتباره «صحيح الدين» مما يخلق بداخلهم حالة اغتراب تؤدى إلى هشاشة انتمائهم لأوطانهم وهوياتهم وانجذابهم نحو مشروعات أممية تذوب فيها فكرة الدولة الوطنية!
هذا هو الخطر على الإسلام.
أما الخطر على البلاد العربية فيكمن فى اختراق المشروع التركى اللغة العربية الأمر الذى يحقر من اللهجات المحلية لإدراكه أنها تحمل تفاصيل الثقافة والهوية اللتين تمثلان إطارا حاميا لمفهوم الانتماء للأوطان!
نحن الآن فى حضرة جولة جديدة من جولات الحرب مع التنظيم الدولى للإخوان.. فهل من ناصر؟