الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التطاول لغة الإرهاب

التطاول لغة الإرهاب






لا يختلف أحد ممن له علم وفهم صحيح للدين أن الإسلام لم يدع أتباعه يوما إلى التطاول أو سوء الأدب فى التوجيه او النقد، بل علمنا أن نلتزم الأخلاق والأدب  فى الحديث حتى مع المخطئين،  وأمرنا أن ندعو إلى سبيل الرشد بالحكم والموعظة الحسنة، بل المتأمل يجد أن الله نهانا حتى عن سب ما يعبدوه المشركون، هذا هو حال ديننا الذى حرص على تعليم الأدب وعدم التطاول.
أما ما نراه اليوم من سوء أدب وتطاول من الجماعة الإرهابية يؤكد فى كل يوم أن هؤلاء لا يريدون دينا، وأن التطاول سيظل هو لغة الإرهاب والإرهابيين،  وكما  قال  وزير الأوقاف د.  محمد مختار جمعة إن كذب وسوء أدب العناصر الإخوانية الضالة المجرمة فى حق دينها ووطنها  يتصادم كل التصادم مع الدين والقيم ويخرج على كل حدود اللياقة والأدب، بما يصد عن سبيل الله.
إن هؤلاء  بسوء أدبهم لا يمثلون الإسلام  وإنما يمثلون أنفسهم  حيث جعلوا من حديثهم المسيء لوطنهم  مصدرا للتكسب  وتحقيق المصالح، دون النظر إلى خلق أو دين، بل أصبحوا أداة للنيل من الوطن  وتشويه صورة الدين بدعواتهم المتكررة إلى العنف وترويع الآمنين وسفك الدماء
ولقد كذب هؤلاء الداعين للعنف والإساءة لوطنهم حيث يقولون إنهم على دين الله وإنهم يلتزمون نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسولنا الكريم لم يكن فظا، بل كان لين القول، رحيما بكل من حوله، عفوا حتى عمن ظلمه، بل علمنا حب الوطن الذى لا تزال تلك الجماعة الإرهابية ينكرونه، ويطالبون بهدمه من أجل انفسهم، فرسول الله ضرب لا أروع الأمثلة فى الانتماء للوطن والأرض الذى ينشأ الإنسان عليها حين خرج من مكة قائلا:» إنك أحب بلاد  الله إلى ولولا  أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت».
ولا تزال عناصر تلك الجماعات الخائنة لأوطانها يمارسون النيل حتى من المؤسسات الدينية  التى  تقف فى وجهها وتبين حقيقة الدين منها ، ولا ادل على ذلك الهجوم الأخير الذى تابعته على الأزهر الشريف عقب إصداره بيانا  قويا يوضح ما كانت تحاول الجماعة الإرهابية أن توارى به عورتها.
وأؤيد دعوة وزير الأوقاف بأنه: «لم يعد لأحد عذر فى التستر على عناصرها المجرمة أو التمكين لها فى أى مفصل من مفاصل الدولة، فهم خطر حيث حلوا، وأينما توجهوا كان الفساد والإفساد والمكر والفتن، ولا سيما أنهم صاروا لعبة وأداة فى أيدى من يستهدفون أمن منطقتنا وأمانها واستقرارها وخيراتها ومقدراتها وإضعافها وتفكيك دولها وتمزيق أوصالها وإسقاطها فى أتون الفوضى».. حفظ الله ديننا وأوطاننا ومؤسساتنا .