
حازم منير
نقيب ونقابة الصحفيين
استقرت الأمور فى نقابة الصحفيين، واكتمل النصاب القانونى اللازم لانعقاد الجمعية العمومية، وبلغ الحضور ضعف الرقم اللازم لصحة الانعقاد، واقترب جدا من نصف عدد المسجلين، فمنح بذلك النقيب المُنتخب ومجلس النقابة شرعية قانونية ومشروعية شعبية بامتياز.
دلائل عدة لانعقاد الجمعية العمومية، أولها هذه المشاركة التى نفت بجلاء دعاوى الكاذبين بعزوف الصحفيين عن المشاركة، وأكدت أن مناخ الديمقراطية وحرية الاختيار فى نقابة الصحفيين هو الأساس، وأنه لا أحد يستطيع التعدى على هذه الحقوق أو منع الصحفيين من ممارستها.
وثانى الدلالات هى رغبة الصحفيين فى الاحتفاظ بنقابتهم حرة مستقلة، لا تخضع لنفو أو ابتزاز، وأنها تختار قادتها باستقلالية كاملة، وبحرية مطلقة، وفارق نسب التصويت بين المرشحين المتنافسين فى مختلف المستويات تؤكد ذلك.
أما ثالث الدلالات فهى انحياز جموع الصحفيين للاستقرار، ومشاركتهم بهذه الكثافة تأييد ودعم لسلطة شعبية اسمها الجمعية العمومية، وانحياز للحفاظ على الكيان النقابى باعتباره الأداة الأنسب للدفاع عن حقوق الصحفيين ومراقبة التزامهم بواجباتهم.
ضياء رشوان النقيب المٌنتخب يواجه واقعا عنيدا، ومشكلات عويصة، ومرحلة بالغة الصعوبة، فقد منحت الجمعية العمومية تصويتا متنوعا لانحيازات مختلفة للمرشحين، وخلقت صورة مُحترمة لتوازن مهم داخل مجلس النقابة، ولم تستبعد أى مدرسة من الاختيارات التى حددتها، قدر ما منحت كل فريق قدرا مستحقا مناسبا لدوره ووجوده فى النقابة.
لذلك فإن النقيب الجديد أمام تحد مهم، فهو مطالب بتوجيه نتيجة الانتخابات إلى المسار الملائم، واستغلال هذا التوازن فى قيام النقابة بدورها الفعلى، بإضفاء الحماية القانونية الملائمة على حقوق العمل وعلى الأداء المهنى، وإعادة المهنة إلى مسارها الصحيح .
لا يمكن الاستهتار أو التهاون بهاتين القاعدتين الأساسيتين بين حقوق العمل، والأداء المهنى المحترف وفقا لقواعد كانت مستقرة، وشهدت انحرافا مزعجا فى السنوات الأخيرة، أساءت إلى المهنة والعاملين فيها، وارتدت بأوضاع الصحفيين إلى الدرك الأسفل من قائمة المهن المتميزة.
لم يعد مفروضا على النقابة فى المرحلة المقبلة معركة سياسية أو حزبية، ولا يجب الانشغال بما هو ليس من مهامنا أو وظائفنا، بل يجب الانشغال بقضايانا الحقيقية، أن ندافع عن حق الصحفى فى بيئة ملائمة تتيح له ممارسة مهنته وتزيل عنه أى قيود.
مشكلتنا الأساسية أن نصل إلى صياغة صحيحة، تُحدد مشكلاتنا وسبل وأدوات الخروج منها، واعتقد أننا بحاجة جادة للدعوة لانعقاد مؤتمر الصحفيين الذى غاب طويلا، وفقا لأجندة تناقش بجدية واحتراف علاقات العمل داخل الوسط الصحفى، وبناء أجيال صحفية جديدة للمستقبل.
النقيب ومجلس النقابة فى مرحلة فارقة من تاريخ النقابة، وهم مطالبون بالاستجابة لجملة من التحديات والتفاعل معها بقدر كبير من المسئولية، بما يحقق نتائج مناسبة تعكس مدى القدرة على قبول التحدى والاستجابة وتحقيق احتياجاته ونتائجه.
يجب أولا وقبل كل شىء أن نتصدى لتغيير قانون النقابة الذى صدر قبل 49 عاما، تغيرت الدنيا وما زال هو كما هو.