مؤتمر الحريات يكرم «حجازى»
حين أبلغنى الصديق الشاعر عبد الناصر الجوهرى رئيس لجنة الحريات باتحاد كتاب مصر أننى مكلف من لجنة الحريات الموقرة بعمل بحث لمؤتمر أقامته اللجنة ومطلوب منى أن أقٌدم بحثا عن دور الأسرة والتعليم فى التنشئة الثقافية فى مواجهة التطرف،سعدت بذلك وسعدت أكثر حين علمت أننى سوف أتسلم درع الكاتب الكبير فؤاد حجازى الذى سيكرمه المؤتمر ضمن أعماله فى هذا اليوم، لكننى أضفت تعديلا على العنوان لكى أتحدث فى الحقيقة عما أعرف وعما قابلت وعما شاهدت وأحيانا عما واجهت أنا والزملاء معى فى كل المؤسسات التى عملت بها؛ فى التربية والتعليم أو فى وزارة الثقافة أو حتى فى اتحاد كتاب مصر من صعوبات ومشاكل كبيرة وأحيانا مخاطر حقيقية من بعض المتطرفين الذين شاهدنا فى أعينهم الرغبة لدحرنا لولا أن تم التعامل معها بحكمة وصبر كبيرين.
شاء القدر أن أنتسب لثلاث مؤسسات كبرى تنتج الثقافة؛ المؤسسة التعليمية، المؤسسة الثقافية واتحاد كتاب مصر، أرى أن تلك المؤسسات جميعا مسئولة مسئولية كبرى عن تقديم الثقافة بمفهومها الواسع والمختلف والمتخصص من مؤسسة لأخرى، وعليهم جميعا بما فيهم المؤسسات الأخرى أن تعطى فى النهاية منتجا ثقافيا يليق ببلد مثل مصر تعتبر من البلاد المتقدمة ثقافيا فى الدائرة العربية والإفريقية والإسلامية والعالمية بل والإنسانية.
و كانت البداية مع المؤسسة التعليمية؛فقد بدأت العمل كمعلم لغة انجليزية للمرحلة الإعدادية بقرية العتوة وهى من قرى مركز قطور غربية عام 1989 واستمر العمل فى تلك المؤسسة حتى عام 2009 بعد أن انتهى بى المقام كمدرس للمرحلة الثانوية بمدرسة باب الشعرية الثانوية بنات، وانتقلت بعد ذلك للعمل بمؤسسة أخرى من مؤسسات وزارة الثقافة، وهى الهيئة العامة لقصور الثقافة، التى تعتبر واحدة من أهم مؤسسات وزارة الثقافة، وتعتبر فى تصورى وتصور الكثيرين الذراع الطويلة للثقافة المصرية بصفة عامة، وشاء القدر أن أشرف بعضوية اتحاد الكتاب عام 97 لكى أنتمى لمؤسسة ثقافية ثالثة أثرت بالطبع فى إضافة أشياء مهمة لى، خاصة بعد أن شرفت بعضوية مجلس إدارتها لدورتين لخدمة الزملاء من خلال اللجنة الثقافية والإعلامية وشعبتى الطفل والمسرح.
لذا كانت رؤيتى لإضافة دور المؤسسات الثقافية كجزء أصيل لرؤيتى وشهادتى فى هذا المجال تحديدا، والسؤال ما الذى يمكن أن نقدمه أو تقدمه تلك المؤسسات الآن أو فى قادم الأيام لتلك القضية الغاية فى الأهمية؟.
و أثناء إلقاء بحثى عن تلك المنطقة وجدتنى أتحدث بقوة عن دور الفرد الذى من الممكن أن يؤثر بشدة فى الأفراد الذين يلتقون به ويتواجدون حوله، وجدتنى أتحدث بحماس عن الكاتب الكبير فؤاد حجازى الذى لعب دورا مهما فى المنصورة والأقاليم فى تنمية وتوعية الشباب ضد هذا الخطر بشكل غير مباشر حين كان ينشر لهم أعمالهم الأدبية الجيدة ولا يتركهم فريسة للإحباط من قلة النشر وندرة فى هذا التوقيت، كان يحتضنهم بأبوة كبيرة ويتواجد معهم فى كل مكان ويكتب عنهم دون أن يستنكف ودون أن يبغى غير دوره الذى يؤمن به، ودون أن يمل من مساعدتهم فى يوم من الأيام، وقد أسهم حجازى فى تقديم عدد كبير من أبناء جيل التسعينيات من الشعراء والقاصين والروائيين الذين كانوا يعيشون فى دالتا مصر.
وختاما تحية للجنة الحريات باتحاد كتاب مصر التى كرمت أحد أهم الرموز التى دفعت غاليا من حريتها دفاعا عن تأسيس اتحاد كتاب مصر فى السبعينيات و دفاعا قضايا الوطن وحريته.