الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عملية نادرة جدًًَا

عملية نادرة جدًًَا

منذ ما يقرب من عشرة أعوام كنت أؤدى فريضة الحج وقبل أذان الفجر بما يقارب الساعة استطعت أن أصل إلى المسجد الحرام وسط الزحام ولم أجد مكانا لقدم  ووقفت حائرًا لأستطيع أن أجلس حتى صلاة الفجر إلا أن أحد الأشخاص ممن كانوا يجلسون على أرض الحرم شدنى من ملابسى وقال لى اجلس يا مصرى بجانبى فشكرته على فعلته فوجدته يقول لى والله لو لم تجد مكانا لخرجت وأجلستك فأنت من مصر التى تعلمت على أيدى أساتذتها منذ أن كنت طفلًا صغيرًا حتى حصلت على الماجستير والدكتوراه ثم قص عليا قصته فهو من سلطنة عمان الشقيقة وكان من حسن حظه أن معلمه فى مرحلة الدراسة الابتدائية والإعدادية كان مدرسا مصريا من أسوان وفى المرحلة الثانوية كان مدرسا مصريا أيضا وقد تعلم على أيديهم كل فنون اللغة العربية والإنجليزية وكل فنون الثقافة والفكر والأدب حتى أنه يستطيع أن يتكلم اللغة العربية الفصحى بطلاقة شديدة وكذلك اللغة الإنجليزية علاوة على دراسته فى المواد العلمية ثم حكى قصصا وروايات عن هؤلاء المعلمين وكيف استطاعوا أن يجعلوا أصدقاءه وأقاربه من التلاميذ يحبون العلم والعلماء ويحبون التعليم والثقافة والفكر ثم طلب منى أن ندعو لمعلميه من أمام الحرم بالاسم ثم لكل معلمى مصر لما قدموه للأمة العربية من تعليم أبناء هذه الأمة التى لولا المعلمين المصريين والمهندسين المصريين والأطباء المصريين وغيرهم من الحرفيين لما أصبحت الأمة العربية على ما هى عليه الآن.



نقول هذا الكلام بمناسبة حالة الجدل الدائرة حول سفر الأطباء للعمل فى الخارج وترك عملهم فى مصر التى تحتاجهم وهنا من الأفضل أن تتدخل الدولة لتنظيم هذه العملية خاصة أن الطب المصرى والتمريض المصرى أصبح له سوق ضخمة وعظيمة فى جميع الدول العربية والأوروبية وعلينا أن نفتخر بذلك بل علينا أن نقدم كل التسهيلات لهؤلاء الذين يرفعون قيمة وأهمية مصر فى الخارج وفى نفس الوقت يقدمون لمصر العملة الصعبة التى تحتاجها فى هذا الوقت بالذات وهم بذلك يمثلون قوة ناعمة جديدة تضاف إلى كل القوى الناعمة التى كانت لها أفضال على العالم من حولنا.

لكن فى الحقيقة هذا الأمر يحتاج إلى تنظيم بدون تضييق على المسافرين وبدون ضياع حق المريض المصرى فى أن يجد طبيبا فى المستشفى أو العيادة حتى لا ننقذ غيرنا ونموت نحن، الأمر يحتاج إلى تنظيم بدون إجحاف للأطباء أو منع من تحقيق حلمهم للسفر للخارج خاصة أن الرواتب متفاوتة بشكل كبير بين الداخل والخارج.

مصر تحتاج إلى أبنائها فى الداخل والخارج علينا فقط أن نضع لوائح وقوانين تسهل السفر ولا تمنع دون تضييع حقوق المواطن المصرى فى وجود طبيب خاصة أن مصر أصبح الآن لديها العشرات من الجامعات التى تخرج الآلاف من الأطباء كل عام وعلينا ألا ننسى أو نتناسى دور هؤلاء الأطباء العظيم فى وقوفهم فى وجه جائحة كورونا وقد ضحى البعض منهم بحياته من أجل أن نعيش نحن فى أمن وسلام.

حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..