
رشدي أباظة
أرض «داعش» الجديدة!
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها.. لو مسها حجر مسته سراء!
خلق الله مصر كبيرة. عفية. تقف مفتولة العضلات فى وجه المحن. لا تعرف الخوار. كالجبال الشم الرواس!
لعلى لا أخال أن «أبونواس» كان يتحدث عنها صفراء لا تنزل الأحزان بساحتها.. وكأنه يتحدث عنها ويوصف حال علتها فى ٢٥ يناير؟
نجت مصر من أسوأ ظاهرة يئن منها العالم. وهى أن تكون بيئة حاضنة أو داعمة لجماعات الإسلام السياسى وتحديدًا الدواعش.
ظاهرة سرطانية محل الورم فيها الشرق الأوسط. أن تنجو منها مصر الكبيرة فتلك حجر مسته سراء!
بالأمس هنأ الرئيس السيسى رئيس وزراء العراق أثناء زيارته لمصر بقرب هزيمة داعش على أرض الرافدين.
السيسى لا يقفز فى الهواء ولا يقبض على الريح أو يحرث فى الماء.
هو يعى ما يقول ويقول ما يعى.
رسائله لا تنضب أو تضل طريقها.
القفز هنا ضد إعادة إنتاج داعش وما شابه داعش.
السيسى يعرف داعش والإخوان يخرجان من مشكاة واحدة. ظلام على ظلام وجحيم من جحيم!
يشير من يقف على عرش بطرف عينه التى لا تخون إلى الدولة المصرية أول ما فطنت إلى السيناريو والمخطط بعدما عانت من تنظيمات «العائدون من ألبانيا وأفغانستان والعراق وليبيا»!
الآن تعاود الكرة.
تحركات الدبلوماسية المصرية تضع العالم أمام مسئولياته لضبط سبل انتقال هؤلاء الإرهابيين عبر الحدود والقضاء عليهم قبل محاولة إعادة استخدامهم فى نشر الإرهاب وإسقاط الدول فى بحور الدم؟
مصر التى خاضت حرب مكافحة الارهاب نيابة عن العالم تخوض حربًا وقائية الآن من إعادة تصديره إلى دول أخرى وتضع الدول الممولة والمدربة أمام مسئولياتها.
الدول التى درّبت وموّلت وعضّدت وباركت هؤلاء ووظفتهم تتنصل الآن بإسقاظ الجنسية عنهم!
هى محاولة هروب للأمام.
إسقاط الجنسية ليس إجراءً عقابيًا بل هو إسقاط للمسئولية عن دولهم وإجراء يمنح الإرهابيين حرية الحركة تحت مظلة اللاهوية كما أنه يمنح تلك الجماعات مبرر الاستمرار فى جرائمهم بذريعة المصير المجهول وفقدان الأمل.
إسقاط الجنسية هو عدو أوروبى من مسئولية الاحتواء وإعادة التأهيل!
ويبقى السؤال الخبيث:
وماذا بعد الهروب؟