الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فيس بوك أداة لنشر القتل

فيس بوك أداة لنشر القتل






أن تعترف إدارة فيسبوك بنشاط 200 مجموعة عرقية غربية عنصرية على صفحاتها فهوأمر مثير جدا، ولافت للنظر من زاوية تحول مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحات للحرب والتحريض والتجنيد، وهوتأكيد أيضا لمخاوف قديمة من استخدامه محطة لترويج الأكاذيب والشائعات لتعميق الكراهية فى النفوس .
هى ليست المرة الأولى التى يتأكد فيها تحول مواقع التواصل إلى ساحات للتناحر، ولم تعد فى حاجة لدليل على استخدام الإرهابيين للتكنولوجيا، فهم فعلوها فى أحداث سبتمبر الأسود بالولايات المتحدة قبل 18 عاما، إنما أنت الآن تتحدث عن اعتراف رسمى من الإدارة المعنية بالموقع الأشهر، بأنها أصبحت أداة للموت وليس للاستمتاع بالحياة .
صحيح أن إدارة فيسبوك تحدثت عن تعاملها مع هذه المواقع، لكن المؤكد أيضا أن هذا الرقم لا يعكس العدد الفعلى من الجماعات العنصرية المتفشية على صفحات موقع التواصل الأشهر فى العالم، ولا يعكس حقيقة النشاط التحريضى لجماعات من مختلف الاتجاهات والانتماءات .
المؤكد ثالثا أن إعلان إدارة فيسبوك  لا يمثل شفافية كاملة فى الاعتراف بخروج هذه الوسيلة عن أهدافها الأصلية، إنما هواعتراف جزئى بسبب أزمة عنيفة ضربت الضمير الإنسانى فى مقتل، وهى المساعدة غير المباشرة فى توفير آليات ووسائل لبث على الهواء لعملية القتل على الهوية الدينية، وفشل كل آليات التأمين فى قطع هذا البث ومنعه .
تعامل إدارة هذه الشركة الأهم فى العالم لمواجهة أدوات الكوارث ودعم العنصرية والفاشية والعنف والقتل تتم ببطء شديد، ولا تضع فى اعتبارها أن هذا التباطوء سيتيح انتشار أعمال التحريض على العنف، وسيسهل عملية التجنيد وتوسيع دوائر جماعات وتنظيمات الإرهاب والفاشية على مستوى العالم أجمع .
المثير أيضا تلك التصريحات التى انطلقت من مسئولين أمميين معنيين بحقوق الإنسان، وهم يطالبون بعد مجزرة مسجدى نيوزلاند، بإجراءات للحد من انتشار الفاشية والعنصرية ودعاوى الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعى من دون المساس بحقوق الإنسان وحرية الفرد فى التعبير عن رأيه.
لقد أصبح بعض المسئولين الأمميين وسيلة من وسائل التسويق لأدوات القتل والدمار، وهم أصبحوا أيضا أصحاب مصلحة فى استمرار العبث القائم، والخلط  بين ما هوحقوقى وإنسانى وبين ماهودعوة للفوضى والعنف والقتل .
 لا أريد الاستفاضة فى حديث اتهام مواقع التواصل الاجتماعى، ولا فى حديث التحريض على إجراءات انتقامية، أو فى قيود، إنما هوحديث إنسانى أيضا فى قواعد للحقوق، وضوابط لممارسة هذه الحقوق، بل وقيود إذا ماتطلب الأمر ذلك لحماية الحقوق.
لقد أبدع الإرهابيون وسيلة ديمقراطية اسمها «نظرية السلم»، وهى استخدام مبادئ حريات الرأى والتعبير سلما للصعود إلى سًدة الحكم ثم إلقائه بعيدا حتى لا يصعد غيرهم بعدهم ويستمرون حكاما للأبد، وهى نظرية تحتاج فعلا إلى قواعد لمنع استفادة دعاة الإرهاب والعنصرية من حقوق الإنسان.
ما يجرى فى العالم حولنا جرس إنذار لقادة البشرية، فالمستقبل فى ظل الوضع القائم خطير للغاية، وما حاولت أجهزة استخبارات التخطيط له واستخدامه ضد دول أخري، انقلب عليها، أو كما يقول المثل الشعبى :«انقلب السحر على الساحر»، والصمت إزائه ضار بالجميع فى وقت لن ينفع فيه الندم .
فعلا اللى جاب العفريت يصرفه .