
رشدي أباظة
الربيع «العبرى» فى الجولان!
السؤال الآن هو كيف ضاعت الجولان.. ولماذا ؟
الإجابة على السؤال لا تحتاج إلى مراجعة تاريخية لأن ضياع الجولان تم أمام كل الأعين فى الجهر والعلن.
نحن جيل رأينا ضياعها ولم نسمع عنها فى كتب التاريخ كما ضاعت من قبل فلسطين.
ورأينا ضياع العراق وسوريا وليبيا واليمن!
لم نقرأ فى كتب التاريخ كيف ضاعت بلادنا العربية؟
الإسلاميون المجرمون هم من أضاعوا الجولان ومن قبل سوريا والعراق وليبيا واليمن. كانوا أدوات مباشرة وغير مباشرة. خنجر مسموم فى خصر الأمة العربية والإسلام نفسه.
الإخوان هم أهل الطائفية والتفكك وانهيار الدولة الوطنية.
الإخوان رأس حربة فى مشروع التفكك.. ما يسمى بالربيع العربى هو أكبر عملية امتهان تاريخى لفكرة وقيمة العمل الثورى.
صدارة الإخوان للمشهد يجعل الأمر أشد وطأة عندما يتم استخدام مفردات الدين للاستعلاء بها على فكرة الدولة الوطنية.
على أرض سوريا استباح الإخوان فكرة الدولة الوطنية. فأصبحت سوريا نموذجًا للانهيار الذى يتيح ويبيح العبث فى هويتها الوطنية.
العمل الإخوانى الشيطانى فى سوريا.. فعل مايلى:
١- إنهاك الجيش الوطنى
٢- إذكاء الطائفية العسكرية
٣- إباحة انتشار الميليشيات
4- تفتيت مكونات الدولة الوطنية
5- تمكين الأطراف الخارجية من امتلاك أدوات التدخل فى الشأن السورى كل حسب أجندته وأطماعه وحساباته.
بعد هذا تصبح الدولة جثة هامدة فتبدأ عملية التشريح الإقليمى والدولى.
الآن وعلى مرأى ومسمع من العالم تنتزع الجولان بلا طلقة إسرائيلية واحدة!
على مرأى ومسمع من الجيش السورى المنهك.
الآن يمكن تفسير مالاقاه الإخوان من دعم عالمى وغربى من أجل الوصول إلى الحكم فى عدة دول عربية.
الهدف هو تذويب فكرة الدولة الوطنية التى لا يُؤْمِن بها الإخوان.
اختيار الإخوان لم يكن عشوائيا.
صناعة الجماعة تمت فى كواليس الأجهزة الغربية وعلى أرض مصر التى تمثل النموذج الصلب للدولة الوطنية الذى تجلى فى ثورة ١٩.
الآن تتضح خطورة وفلسفة ثورة ٣٠ يونيو.
لا يصح أبدًا أن يدرك أعداؤها خطورتها أكثر من إدراك صناعها المصريين لقيمتها.
ضاعت الجولان باسم من يظنون أنهم يحسنون صنعا.. فلا نامت أعين الجبناء!