
رشدي أباظة
«ياسر برهامى» نبى السلفية التكفيرية!
لم يؤذ أحد مصر طوال تاريخ العدوان عليها بقدر زرع وجود التيار الدينى داخل أحشائها.
السلفيون تحديدًا آذوا ثقافة مصر وحضارتها الإنسانية.
آذوا ذوقها وحبها للحياة والفنون والآداب.
بذروا ثقافة الفتن الدينية.
بذروا ثقافة معاداة الفن.
بذروا معاداة الكتابة الحرة والإبداع.
بذروا معاداة الأدب وقيم الجمال.
بذروا ثقافة التجهم ومحاولة قتل الابتسامة على وجوه المصريين.
فى كل ذلك استخدموا الدين مَطية لتمرير ثقافاتهم الكارهة للحياة والحب والسلام.
جاءوا بتفسيرات دينية صحراوية لا علاقة لها ببلد نهرى عريق قديم له حضارة ثقافية نحتت أقدامها فى عمق الحياة والتاريخ معًا.
«برهامى» نجل شرعى لثقافة كراهية الحياة وكراهية مصر.
لا يغيب عن المشهد إلا ويعاود الظهور بإحدى بدعه السياسية التى لا تكف عن المجاهرة بمعاداة أى شكل من أشكال مدنية الدولة.
ظهور الرجل له ميزة حيوية وهى تصريحاته «ترموميتر الحقيقة السلفية فى مصر، والتى لا تؤمن أساسًا بالدولة الوطنية»!
هو حالة سلفية متكلسة على ذاتها يتعمدها ويحرص عليها!
لو الأمر بيده لاعتصم بالصحراء جليسًا بين دراويشه؛ لكنه لن يستغنى عن هاتفه المحمول أو سيارته الفارهة!
برهامى يصنع حالة سلفية كآلة الزمن تمكنه وأمثاله من السيطرة على الأتباع.
التماهى مع الدولة الحديثة سيفقدهم أدوات السيطرة، وبالتالى حيثياتهم الدينية التى وصلت بهم إلى مراتب النجوم! لو أن نجمه بزغ فى الطب لكان الآن حليق اللحية مرتديًا بدلته ورباطة عنق!
الحالة السلفية البرهامية تتيح الانتقال الحر بين الأزمنة، وفقًا لأهداف وأهواء مستخدميها.
لكن الطب الذى درسه يخضع للحقيقة.. حقيقة الله.. لا حقيقة «برهامى»؟
برهامى يمتطى براقه السلفى ذهابًا وإيابًا. يوجه رسائله للأتباع المغيبين الهاربين من واقع الفشل الشخصى لتبرير العزوف عن العلم والتعلم.
الرسائل تصل للأتباع المغيبين فتستقر عند نفس مستوى الفهم فى عقول المغيبين فيساقون كالقطعان إعمالاً لنظرية «العقول المستطرقة»، التى تمتلئ بالأفكار فتستقر عند نفس المستوى الذهنى!
ظل السلفيون يتناحرون مع الإخوان فى صحون المساجد.
كلاهما يرى نفسه أولى باستخدام «الإسلام»!
السلفيون يرون الإخوان «مبتدعة» بينما يصفهم الإخوان بأنهم يحملون أسفارًا.
ولما جاء محمد مرسى للحكم التقى الطرفان على أرضية «اللا دولة»!
والسلفيون يتبعهم الغاوون فى كل وادٍ يهيمون.
فى مصر هم المورد الرئيسى للفكرة التكفيرية. خطورتهم مزدوجة على الإسلام لأنهم يستنسخونه فعلًا ماضيًا مجافيًا لحركة التطور الطبيعية وعلى الدولة الوطنية؛ لأنهم يرون تراثها وثقافتها وعادات شعبها تعارض «صحيح الإسلام»!
وبالتالى فإن وجود «السلفية» يخلق حالة تنافر مصنعة بين الدولة الوطنية.. والإسلام!
ألا لعنة الله على السلفيين!