
رشدي أباظة
غزوة الصناديق التركية!
.. وقالت الصناديق نعم!
جملة قالها التنظيم واكتتبها الإخوان فى مصر ذات يوم فى مصر.
وفى تركيا قالت الصناديق أمس الأول لا؟
خسر «أردوغان» الانتخابات المحلية فى المدن الكبرى داخل بلاده.
بدأت محاصرته داخليا كما هو محاصر الآن خارجيا.
ينقلب الداخل شيئا فشيئا على الرجل المخادع والظالم أهله!
«أردوغان» إخوانى صميم. معتقد أنه يستطيع استخدام أدوات العلمانية والمدنية لخدمة مشروع الإخوان.
غارق فى حالة غيبوبة واستعلاء إخوانى. لم يدرك مدلولات نتائج الاستفتاء على الدستور التركى التى قسمت المجتمع التركى.
منذ سقوط الإخوان فى مصر تخلى أردوغان طوعا وكرها عن منصبه السياسى وعاد لمنصبه التنظيمى. التنظيم الدولى يفرض عليه أجندة أممية. لكن الشعب التركى ليس له مرشد إلا إرادته وهويته.
إذا أردت أن تعرف قيمة ثورة ٣٠ يونيو اتجه إلى الصناديق التركية التى قالت لا.
أصداء الثورة المصرية حلقت بوضوح داخل ذهنية الناخب التركى.
نتيجة الانتخابات المحلية الأخيرة كشفت عن انكشاف «مشروع أردوغان».
الحقيقة تقول إنه منذ سقوط الإخوان فى مصر صار «أردوغان» أسيرا لتلك الحالة. أصبحت سياساته متجهة نحو إنقاذ التنظيم الإخوانى لإثبات أنه يحمل فكرة قابلة تدير دولة.
منذ تلك اللحظة يسير نحو قبلة إخوانية وليست تركية.
نتج عن ذلك انفصاله عن الواقع التركى تماما دون أن يشعر.. فانفصل الواقع عنه.. وهو يشعر!
مارس «أردوغان» فى تركيا ما مارسه «مرسى» فى مصر
.. وما حدث فى مصر سيحدث فى تركيا والأيام دول!