الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الرعاية الحقيقية لليتيم

الرعاية الحقيقية لليتيم






اليتيم حينما يفقد من يرعاه يجد نفسه فى حاجة إلى من يهتم به فى وقت يتغافل فيه الناس عنه بانشغال كل واحد منهم بما يعنيه فى حياته، واليتيم يفقد ما يجده اقرانه من المال والثياب والإهتمام، ولذلك كان لليتيم وضع خاص ينبغى على كل إنسان أن يراعيه بالعطف والتكريم الذى تختلف صوره وفقا لطبيعية كل يتيم.
ولا يعنى تكريم اليتيم أن ناخذه من أسرته كى نضعه فى دار أيتام للرعاية كما يفعل الكثيرين ويظنون بذلك ان هذا هو تكريم اليتيم وانهم بذلك يحققون له الرعاية والحماية، فى حين ان اليتيم يظل مفتقدا للأسرة والدفء الأسرى، فهو بحاجة إلى ان يظل وسط ما تبقى من أسرته عيش معه، ولكن دون ان يحملهم أعباءا زائدة، خاصة وان معظم الأيتام من أسر فقيرة قد لا تستطيع ان تقوم على رعاية اليتيم بعد وفاة والده.
إن تكريم اليتيم يمكن ان يكون وهو وسط اسرته بحيث يتم الانفاق عليه ورعايته تعليميا واقتصاديا ، لاسيما وان كثير من الأسر التى بها أيتام قد تشعر بالعجز عن الإنفاق عليه، وبهذا يمكن ان يتحقق التكريم الأمثل لليتيم فينشا فى جو أسرى وتلبى متطلباته بصورة عملية، وهو امر يحقق له نشأة سوية، بل انه سيوفر الكثير من الأموال التى تنفق على ادارة دور الأيتام، والتى بعضها قد تنحرف عن دورها الحقيقى.
إن الأيتام يظلون فى شعور دائم بالنقصان لفقدان الأب،  وتزداد حدة هذا الشعور عندما يتم عزلهم فى دور خاصة بهم، مع ان الإسلام امر ان يتم رعايتهم وكفالتهم ليس بمجرد النفقة وحسب بل والقيام على شئونهم فى التربية.
لقد خص الإسلام من يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله عز وجل فما بالنا بمن يقوم بزيارته باستمرار ولا ينقطع عنه ويرعى شئونه ويدخل الفرحة والسرور على قلبه.. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يشكو قسوة قلبه : (امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين).
كما ان من حق اليتيم ألا نقهره ولا نشعره بأى نوع من أنواع القهر، او فصلهم عن المجتمع بل علينا ان نجعلهم فى وسط الكيان الأسرى ولذلك قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا.. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى) وقوله صلى الله عليه وسلم : (من ضم يتيماً بين مسلمين فى طعامه وشرابه حتى يستغنى عنه وجبت له الجنة)، وقال صلى الله عليه وسلم : ( خير بيتٍ فى المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه، وشر بيتٍ فى المسلمين بيت فيه يتيم يُسَاء إليه).
إن الإسلام نبهنا الى كيفية الرعاية العملية لليتامى من خلال المعنى العام للكفالة الحقيقية التى لا تجعل اليتيم يشعر بانه مختلف عن غيره، خاصة و أن كثيرًا من هؤلاء الأطفال لا يستطيعون بعد خروجهم من دُور الأيتام الانسجام مع الأسرة وضوابطها وطريقة حياتها
وكلمة حق..  علينا ان نقوم بجهد حقيقى فى رعاية اليتامى ليس كما قلت بالانفاق بل، ومساعدتهم على العيش داخل الأسرة، وبذلك نكون قد طبقنا مراد الله تعالى فى قوله عز وجل «وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً» .