
رشدي أباظة
نيران لا تعرف العنصرية.. من المنيا إلى «نوتردام»!
ونحن أيضا احترقت كنائسنا يانوتردام الجميلة؟
ألسنة اللهب طالت فواخرنا الأنيقة على جدران كنائسنا المصرية العابدة كما طالت فواخر كنيستك العتيقة!
على نهر السين دمر ماس كهربائى كنيسة نوتردام.. وعلى نهر النيل دمر الإرهاب ٧٣ كنيسة!
الحريق وإن كان فى الوجع سواء إلا أن مصر تلقت الألم وحدها.. فيما تألم العالم على وجع نوتردام.
ألسنة اللهب طالت اسم الله داخل الكنائس.. نيران التكفير أحرقت أذكار وترانيم ونقوش الإيمان .
وقف العالم على أنقاض نوتردام ووقف البابا تواضروس ينادى بصوت مرتفع تزاحمه أجراس الكنائس وقف يقول: (وطن بلاكنائس خير من كنائس بلاوطن).
وقف المصرى تواضروس بابا الشرق يعلن بوضوح وثبات عنوانا جديدا للتفرد المصرى (لو أحرقوا الكنائس .. سنصلى فى المساجد).
الله محبة.. مصر محبة.. بقوة عنفوانها خضعت النيران بردا وسلاما.. تجلى عليها المولى بصوت نورانى ربانى «حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم»!
عمليات الحريق لم يعقبها عمليات التبريد.. ظلت جذوتها مستعرة.. طارت ألسنة اللهب بالإهمال أو بالإرهاب أمسكت بكنيسة نوتردام حيث يحرق الدين والتاريخ معا.
انتفض العالم تعاطفا وتضامنا مع الكنيسة فى باريس بينما من قبل كان تعاطفهم مع من أحرق فى مصر.. لكن النار لا تعرف العنصرية لا تعرف سوى الإحراق بلا تمييز!
مصر رممت ٧٣ كنيسة فى خمس سنوات منذ فض اعتصام رابعة المسلح عام ٢٠١٣.. وتقول باريس أن خمس سنوات هى عمر ترميم كنيسة نوتردام.
لم يكن فضًا لاعتصام مسلح لجماعات الخروج على الدولة. كان فضًا ونقضًا للعهد الذى بينهم وبين الدولة!
على أثر عملية الفض انطلقت فلول الشر فى أرجاء البلاد. تحركت أجنحتها المسلحة باسم الشيطان. راحت تحرق الكنائس. تحرق صوامع وبيع وصلوات يرفع فيها اسم الله.
نيران التكفير والعنصرية الدينية استعرت فى النفوس قبل أن تطال أستار الكنائس.
عمليات حرق وإحراق وتحريق أحاطت بكنائسنا فى كل المحافظات منها من قصصنا على العالم ومنها ما لم نقصص..
فى مصر نرى الله جهرة فيما يراه العالم متجليًا!
مصر «محبوبة الله» فمن عليها؟