
رشدي أباظة
لا كرامة للاجئ إلا فى مصر!
هاجر إليها النبى «يوسف» أسيرًا مكرهًا فأكرمت مثواه.
وجاء إليها أهله يطعمون فأعطتهم من فيضها ولبنها وعسلها.
هبط إليها آل موسى فلم تستدبرهم، بل منحتهم فومها وعدسها وبصلها من فيض نيلها العظيم.
على أرضها سار اليسوع عيسى عليه السلام والبتول العظيمة مريم الصديقة ومشت على أرضها العائلة المقدسة!
لجأ إليها آل بيت النبى محمد ناجين من الاضطهاد الأموى فاستقبلهم أهلها بالحب والدفوف!
سارت إليها السيدة زينب والسيدة نفيسة واستقبلت رأس الحسين عليه السلام!
فى جوفها استقر عشرات الصحابة الكرام بعد أن ساروا فى مناكبها.
لم يأت إليها خائف إلا وأمنته.
لم يأت إليها تائه إلا وآوته.
لم يأت إليها محتاج إلا وكفته.
لم يأت إليها طريد إلا وسترته.
لم يأت إليها مأزوم إلا وأفرجته.
لم يأت إليها متألم إلا وشفته.
لم يأت لها كاره إلا طبعت على قلبه محبته.
على شواطئ الموت التقت أجساد وأرواح لم تعرف بعضها من قبل.
القادمون من الجحيم واجهوا قدرهم. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فى معسكرات اللاجئين. حيث سجن المأوى الذى يتخذ من مظاهر الإنسانية ستارا لقسوته. وثلة ثالثة وصلت إلى أراضيها.
أولئك هم اللاجئون المهجرون. اخرجوا من ديارهم فلم يجدوا نصرة ولا أنصاراً إلا على ضفافها.
بين أحضان أهلها وجد اللاجئون من آواهم ونصرهم فعاشوا خلال الديار آمنين مطمئنين فرحين بما أتاهم ربهم فى مناكبها!
على أرضها هبط اللاجئون.
وجدوا فيها ما تيسر من عطاء شعبها.
على أرضها لا معسكرات لاجئين.
لا تمييز فى المعاملة.
يحصلون على كافة الخدمات والبضائع بنفس الأسعار المتاحة لأهلها.
على أرضها ينظر اللاجئون إلى الجيش فى عليائه. حيث لا طائفية ولا حزبية ولا أيديولوجية تعلو قيمة الوطن داخل أعماق عقيدة هذا الجيش العظيم.
واليوم يضيف رئيسها فصلا جديدا من فصول الإنسانية.
فتمتد مظلة مبادرة ١٠٠ مليون صحة لتشمل اللاجئين الذين ظنوا بها خيرا فوجدوها عند حسن ظنهم.
أتدرون من هى؟
هى الأرض التى تجلى عليها جلال الله وأشرقت بنور وجهه ظلمات جبال سيناء!
إنها مصر!