
رشدي أباظة
النخبة فى «الكرتونة»!
كما كانت فى إدارة الدولة المصرية «أزمة» وتم التخلص منها فى أحداث يناير ٢٠١١ وثورة ٣٠ يونيو.. فإن النخبة المصرية التى لا تزال قائمة هى «الأزمة» التى نحياها بمرارة.
نخبة تقود الوعى المزيف الآن وتشكله فى أذهان المجتمع.
هذه النخبة التى تغير كل شىء فى مصر إلا هى لا تزال تنضح من الإناء الفكرى العفن القائم على الانتهازية البغيضة.
فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية قادوا حملة جائرة ضد الدولة مرادها الكراهية وعدم الإنصاف ورمى الدولة بباطل الظنون!
من بين آفات الظنون القذرة التى روجوها فى التعديلات الدستورية راحوا يربطون مابين «الدولة» وما بين هذه «الكراتين» التى رآها البعض أثناء سير عمليات الاستفتاء دون سند أو دليل.
لن أقول بأنها لم تحدث كونها عادة انتخابية تاريخية داخل مصر منذ قديم الأزل، غير أننى لا أستطيع أن أشير إشارة موثقة لمصدر هذه الكراتين أو من القائم على توزيعها؟
لكن السؤال الملح يطرح نفسه.. ماهى تصورات من يطلقون على أنفسهم النخبة للقضاء على حاجة المواطن؟
ماهى محفزات المشاركة السياسية القابعة داخل كراتين معارضتهم السياسية؟
كنت أنتظر منهم الحديث عن نسبة التصويت التى لطالما قالوا بأنها ستكون ضعيفة أم أن المشاركة الجيدة أخرست الألسن فكان اختراع قصة الكرتونة وإلصاقها بالدولة زورًا وبهتانًا؟
الآن وقد ظهرت النتيجة فراحوا يدعون أن الذين قالوا لا وأصحاب الأصوات «الباطلة» نواة لمشروع جديد من أجل المعارضة كما لو كانوا يعترفون أنهم من قبل لم يكن لديهم أى مشروع أو أى مريدين؟
أما وقد أفرزت النتيجة مؤشراتها فليخرج المعارضون من داخل «كراتينهم» ويسارعوا هم فى تنفيذ مشروعهم فى انتخابات لمجلس الشيوخ ومن بعدها البرلمان ثم الانتخابات الرئاسية!
نحن فى حضرة نخبة فاشلة وفاسدة عقليًا فمن ينقذ مصر منهم؟