
رشدي أباظة
فى فقه مدنية الدولة!
لم يجاهد أحد خالصا مخلصا فى محاولة تضييع هوية مصر بقدر ما حاول التيار الدينى وتحديدا جماعات الإسلام السياسى.
تقاتل مصر عمدا مع سبق الإصرار والترصد.
تقاتلها بالسلاح والفكر وتغيير الهوية الضاربة فى جذور الأرض التى نبتت مع نزول آدم من الجنة إلى الأرض.
جذور لم تنبت فى مصر فقط . بل امتدت آثارها إلى محيطها الإقليمى وصارت مكونا رئيسيا لنموذج العيش والسلام والحب.
مصر مدنية بالسليقة والفطرة التى فطر الله المصريين عليها.
يحاولون تغيير محبة مصر للبشر والحياة.
يحاولون قتل السماحة والسلامة التى توقر فى وجدان المصريين.
مصر مدنية بحب الله والبشر على حد سواء.
هؤلاء يريدوننا أن نكره الله والبشر على حد سواء.
عندما نتكلم عن مدنية الدولة المصرية فإننا نتكلم عن أصل للهوية وليس استحداثاً.
أى أن تاريخ التكوين السياسى للدولة المصرية ممزوجا بالتنوع الاجتماعى القادر على تجديد ذاته هو أساس نظرية المدنية وليس العكس. لأن مصر هى أول تطبيق عملى أكد النظرية المدنية.
هنا قد نصل إلى نتيجة تقول إن استمرار محاولات البحث عن أصل الهوية المصرية هى محاولات عبثية متعمدة لتطبيع ثقافة تهدف لأن تقول إن هناك حالة فقدان أو افتقاد. وهو غير صحيح لأن التراث الفرعونى والرومانى والقبطى والإسلامى وليس المتأسلم ما هو إلا عناصر انضوت تحت مظلة هوية الدولة المصرية التى هى أساسا هوية إنسانية.
محاولة سرقة هوية مصر بتغيير خرائطها الاجتماعية ضرب من ضروب الخيال.
كل محاولة لتغيير هذه الهوية كمن يضرب رأسه فى صخرات جبل أصم أشم ثابت ثبوت الأرض حتى يرث الله الدنيا وما عليها.