الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حماية حقوق الإنسان الإفريقى.. أولوية مصرية

حماية حقوق الإنسان الإفريقى.. أولوية مصرية






قبل انتصاف أعمال الدورة الـ 64 لاجتماعات اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب فى شرم الشيخ، ربما من المفيد التوقف على بعض الإشارات التى تعطى دلالة كبيرة حول انعقاد أعمال تلك اللجنة فى مصر لأول مرة بعد 30 عامًا على إنشائها، وهى إشارات تخص تعامل الدولة المصرية بشكل عام مع قضايا حقوق الانسان رغم أنها الأداة الأكثر استخدامًا لتشويه الدولة خارجيًا طوال الـ 4 سنوات الماضية.
فبرغم من الهجوم المستمر والشرس الذى استخدم بعض الإشكاليات القديمة التى بنيت عليها تقارير عديدة تنتقد أوضاع حقوق الإنسان، إلا أن الدولة وضعت مسارًا خاصًا بها لتحسين أوضاع حقوق الإنسان دون التفات لهذه الانتقادات وتعاملت مع الملف بجدية شديدة منذ اليوم للرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الاتحادية.
كان الاشتباك الأول للرئيس مع قضية التحرش الجنسى، وزيارته الشهيرة لإحدى الضحايا، ومطالبة أجهزة الدولة بالتحرك لوقف الانتهاك بحق المرأة المصرية، وتبع ذلك سلسلة من الإجراءات الهادفة لتمكينها بكل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ربما تحدث للمرة الأولى فى دولة عربية ذات أغلبية مسلمة، مصر حركت المياه الراكدة بملف حقوق المرأة وتحركت دول أخرى كالسعودية للاهتمام بالمرأة وإعطائها حقوقا على الرغم من معارضة شيوخ التطرف والإرهاب من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية.
وجاءت إشادة سوياتا مايجا، رئيسة اللجنة بالتعديل الدستورى الذى منح المرأة المصرية 25 % من مقاعد مجلس النواب وحديثها عن تصدير التجربة المصرية فى التعامل مع العشوائيات والصحة والتعليم والاهتمام بالشباب لتؤكد أن هناك إنصافًا يمكن أن يقدم لمصر من جانب آلية مهمة من آليات حقوق الإنسان الدولية والإفريقية، وأن تلك الالية ترى أن هناك تجربة يمكن تصديرها من مصر كدولة محورية يمكن لدول أخرى الاستفادة منها.
القراءة الاولى للاجتماعات وحضور بعض المنظمات الحقوقية الكبرى مثل هيومان رايتس ووتش، والعفو الدولية والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان لمصر تقول عدة أمور هى:
أولا- ان هناك ارادة سياسية لتحسين اوضاع حقوق الانسان فى مصر وإفريقيا، وانفتاح القيادة السياسية على المنظمات العاملة فى الملف وظهر ذلك فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع أعضاء اللجنة وترحيبه الشخصى بهم وإطلاعهم على حقيقة اوضاع حقوق الانسان فى مصر.
ثانيا - إن الانفتاح مبنى على اجندة مصرية وطنية وإفريقية تضع حقوق الانسان على راس أولويات تحركها وهو ما يشجع دول إفريقية اخرى على السير فى نفس الطريق عند الحصول على شرف قيادة الاتحاد الإفريقى.
ثالثا - إن الدولة المصرية ليست على عداء مع أى منظمة من منظمات حقوق الانسان.
رابعا - تأكدت اللجنة بنفسها ان فى مصر كثيرا من الانجازات الحقوقية التى تمت بموجب مشروع وطنى تنفذه الدولة المصرية لصالح شعبها فى المقام الاول خاصة فى مجلات الاسكان الاجتماعى والقضاء على العشوائيات والتقدم فى مجال الرعاية الصحية وتحسين بيئة التعليم، فضلا عن انجاز مهم فى التعامل مع اللاجئين وشمولهم بالرعاية الصحية المجانية فضلا عن سياسة مصرية ناجحة مكافحة الهجرة غير الشرعية.
خامسا - إن مصر ردت بشكل عملى على الاتهامات المتكررة خاصة فى ملف المحتجزين، حيث قامت بشكل منفصل وعلى مدار الاعوام الماضية بالإفراج عن عشرات الافراد من المدونين والناشطين والصحفيين غير المتورطين فى قضايا عنف كما تم الاستئناف على كثير من احكام الاعدام ونجح دفاع المتهمين فى تحويل العقوبة من الاعدام الى السجن المشدد.
6-    وضعت مصر مكافحة الارهاب على اجندة اهتمامات منظمات حقوق الانسان والتى دعى كثير منها الى وضع استراتيجية دولية لمكافحة الارهاب تحت مظلة الامم المتحدة لمعاقبة الدول الداعمة والمحرضة.
ثم جاءت الاشارة الاهم من جانب اللجنة نفسها عند اصرت على قبول دعوة مصر لعقد دورتها فى شرم الشيخ متجاهلة دعوات المقاطعة التى اطلقتها منظمات مرتبطة بجماعة الاخوان الارهابية ومتهمة حقوقيا بتسييس الملف لتؤكد على استقلالها وانحيازها للدول الجادة فى سعيها لتحسين وضعيتها فى الملف، وهى بذلك طبقت روح الميثاق الإفريقى لحقوق الانسان الهادف الى التعاون مع الدول الإفريقية للنهوض بحقوق الانسان والشعوب، فكما استفادت من التجربة المصرية التى اطلعت عليها بالتأكيد ستستفيد مصر من أى اقتراح تقدمه اللجنة لتحسين اوضاع حقوق الإنسان فى مصر.