
د. ايناس الشيخ
شعبولا يفضح جهل وعنصرية المجتمع
بعدسة ضيقة وعين مريضة صورت المشهد من زاوية حادة بعنصرية، فلم تكن هى نفس عين المصور وعدسته التى التقطت هذه الصورة الإنسانية بكل ما تحمله من تعبير عن الإنسانية الصادقة التى لم يعرف أبطالها العنصرية بقدر ما عرفوا قيمة العمل الخيرى وقيمة الإنسانية.
حرب إلكترونية تسبب بها صورة تذكارية لجامعة بنها وهى تهدى شعبان عبد الرحيم درع الجامعة التذكارية أرادت بها توثيق عمل إنسانى لتقع فى مصيدة مجتمع مريض؛ انتشرت به الصورة كالنار فى الهشيم بمواقع التواصل الاجتماعى وإعلام الإخوان المضاد، لتظهر كم من الأمراض المجتمعية المنتشرة به، وكم من النفوس المريضة التى تصيدت هذه الصورة لتستخدمها كوسيلة لترويج الشائعات ضد كيان تعليمى (جامعة بنها)، وشن حملات من التنمر والعنصرية ضد الإنسان (شعبان عبدالرحيم)، ونظرة سلبية فشلت فى تقدير (العمل الخيرى).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، هذه الآية القرآنية التى حكم بها الله فى كتابه العزيز وأمرنا بها، لم تكن الحاكم فى هذا الأمر، فبسرعة انتشرت شائعات تحوى الكثير فى طياتها من الهجوم وعدم المصداقية، كان أكثرها شيوعاً وتردداً (جامعة بنها تكرم شعبان عبد الرحيم لأبحاثه العلمية!)، هذه الشائعة التى دفع بها المغرضون، ونشرها وشاركها الكثير من الجهلاء تباعاً دون تحرى الدقة فيما ينشرون، ودون التبين من مصداقية ما يُنشَر أو يتداول!، تؤكد على جهل المجتمع وتبعيته وسهولة اختراقه وترويج الشائعات به، فكان الجهل عامياً لرؤية ومعرفة الحقيقة فى أن جامعة بنها لم تكرم شعبان على بحث أو إنجاز علمى، بل كرمته على ما هو أعظم وأكثر قيمة من وجهة نظرى وهى (الإنسانية).
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ هكذا أمرنا الله فى كتابه، ولكن الحملات المريضة لم تقف عند حد ترويج للشائعات فحسب، بل تعدت إلى حد التنمر والسخرية والنيل من إنسان ببساطته وملابسه وهيئته أسعد الكثير بكلاماته البسيطة رغم جهله، فلم يسلم شعبان عبدالرحيم من عبارات التنمر التى سخرت من التقاط صور لقيادات الجامعة معه، وكأنه جرثومة وليس بإنسان له حق الاحترام والتقدير، ليس فقط لأنه شخصية عامة ومشهورة، بل لإنسانيته، فالكثير منا قد يحمل العديد من الشهادات والدرجات الفخرية، ولكنه لا يحمل بداخله الإنسانية ولا يعرف قيمة للتطوع و عمل الخير، (فإذا كان العلم يرفع من قدر صاحبه، فالإنسانية تقذف به فى قلوب كل من حوله).
فى الحقيقة كنت أتوقع عبارات من الشكر والتقدير لتطوع شعبان عبدالرحيم بهذا الحفل الخيرى، كنت أتوقع النظرة الإيجابية للمشهد أكثر من هذه السلبية، كنت أتوقع أن أرى مشهدا يفوق هذا المشهد إيجابية فى سلسلة من التبرعات والتطوع لعمل الخير، كنت أتوقع نظرة أعمق لهذا المشهد فكم من الأرواح التى ستُنقَذ، وكم من المرضى التى ستدخل على قلوبهم وقلوب أسرهم السعادة بتوفير العلاج والرعاية الصحية لهم.. ولكننى أفقت ليس على جهل شعبان عبدالرحيم، ولكن على جهل ومرض وعنصرية مجتمع.
شكر وتقدير لشعبان عبدالرحيم (الإنسان) الذى أراد أن يخفف بقدر استطاعته الألم عن كل مريض.. لرئيس جامعة بنها والقيادات التى منحت درع الجامعة لتشجيع عمل الخير وتقديره.. لكل من تعامل بإنسانية مع هذا العمل الخيرى الإنسانى دون سخرية أو تنمر.. لكل من أتاح الفرصة لشعبان عبدالرحيم للتطوع وعمل الخير دون عنصرية.. لصاحب العدسة الذى وثق هذا العمل الخيرى الإنسانى بكل حب.