الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شهر الخير

شهر الخير






«أهلا رمضان» كلمة يقولها كل صغير وكبير مع بداية الشهر الكريم، هذا الترحاب اللفظى توارثناه جيلا عن جيل نعبر به عن فرحتنا بقدوم هذا الشهر الذى يطلق عليه البسطاء من الناس شهر الخير، وهم لا يدرون أنهم يصفونه بطريقة صحيحة فهو فعلا شهر الخير بل هو باب لجوامع الخير.
فقد خصّ الله تعالى شهر رمضان بميزة عظيمة وهى أن أجور الأعمال الصالحة فيه تتضاعف، وأنه سبحانه يجازى عنها بغير حساب، ولذلك كان حرص نبينا الكريم على تشجيع أمته على تحصيل ثواب وخير هذا الشهر الكريم، ففيه تزداد النفحات من الله تعالى، وبه تفتح أبواب الجنان وتغلق ابواب جهنم، وفيه تضعف الشياطين ويصفد مردتها فلا يبقى للإنسان من يدفعه للمعصية سوى نفسه.
وما أعظم ما خصنا الله به فى هذا الشهر الكريم حيث جعل دعاء الصائمين منا فيه مقبولا، وفرحته مضاعفة فى الدنيا والآخرة، لذلك كان الإكثار من ذكر الله تعالى واستغفاره ودعائه مما يستحب فى كل يوم وليلة من أيام وليالى رمضان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «...إن لكل مسلم فى كل يوم وليلة - يعنى فى رمضان- دعوة مستجابة»، وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر».
إن رمضان شهر اختصه الله بتنزل الرحمات والبركات من رب الأرض والسماوات، يقول النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ».
وفى مثل هذا الشهر ينبغى على المسلم ألا يفوته اغتنامه لتحقيق الغاية منه، ومن بين أسمى الغايات التى يجب أن يسعى المسلم لتحقيقها فى هذا الشهر الكريم إصلاح النفس وتغييرها نحو الأفضل، فرمضان فرصة عظيمة للتغيير، فكل ما فى رمضان يتغير، سلوك وعبادة وخلق، فهو يمضى بنا وتتغير فيه بعض أحوالنا، ونسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا».
إن الإقبال على رمضان ينبغى أن يكون بالعزم على تغيير النفس، وتخليصها من كل سوء، وان يصلح كل إنسان منا علاقته بربه، ويترك ما فيه معصية لله، ويلزم الطاعة والتوبة كى يكون من المقبولين الفائزين برحمته الناجين من عذابه.. وكل عام وانتم بخير.