حكايات أنور أفندى لعلى ماهر عيد
أحيانا تضع لك الحياة فى طريقك من يحبك وتحبه دون أن يكون هناك سابق معرفة إلا كتاباتك وكتاباته التى تحبها وتشعر بقيمتها الكبيرة دون أن تغوص فى عمق علاقة خاصة،كاتبنا اليوم أحد أهم الكتاب الذين ينتمون لجيل السبعينيات والذين تخصصوا فى الكتابة للطفل؛فقد كتب القصة والسيناريو المصور والرواية والقصة الطويلة التاريخية والعلمية للأطفال،أتذكر حين قابلت الكاتب على ماهر على فى مبنى نقابة الصحفيين فى إحدى الندوات التى كان يقيمها الصديقان نشأت المصرى وسيد القماحى،و قال لى إنه يحب كتاباتى للطفل، وكذلك كتابات الراحل الكاتب محمد أمين، شعرت ساعتها أن هناك عينا راصدة للأجيال الجيدة ومحبة فى الوقت نفسه وكنت وقتها أقوم بمتابعة سلسته السردية فى علاء الدين الرائد محروس قاهر اللصوص والتى كتبها الكاتب جمال عساكر بعد ذلك كسيناريو مصور، ثم بدأت أتابع أعمال التاريخية للطلائع فى سلسلة روايات الهلال التاريخية ورواياته التربوية المهمة جدا التى فاز بها بجوائز عربية مهمة، نشر على ماهر عيد كتبه فى أهم دور النشر المصرية والعربية مثل دار الهلال والمركز القومى لثقافة الطفل وهيئة قصور الثقافة، الأهرام والشارقة وعدد من دور النشر الخاصة كما نشر العديد من الأبواب والقصص بمجلات ماجد وعلاء الدين وقطر الندى ونور وفارس وسمير،فاز كذلك بالعديد من الجوائز المهمة على مستوى مصر والعالم العربى مثل جائزة الشيخ خليفة التربوية عن رواية الأستاذة منار وجائزة اتحاد كتاب مصر وجائزة الرواية القومية عام 74 عن رواية أشياء لا تموت وجائزة نادى القصة عام 92 عن رواية المجد الدامى، كما فاز بجائزة الدولة القطرية فى أدب الأطفال عن رواية «حازم والقلوب الخضراء» ،صدر له سلسلة حكايات الصحراء «10قصص» تلقى أضواء على رجال الصحراء وطبيعة المكان وعاداتهم المليئة بالتعاون والتكافل والبطولة، له عدد كبير من الألغاز البوليسية «150» لغزا باسم محروس قاهر اللصوص ،صدر له أيضا عن دار الهلال عدد من الروايات التاريخية عن التاريخ الفرعونى مثل سنوحى الهارب النبيل، تحتمس الثالث، أمنحوتب، أبنوم، توت عنخ أمون. كما صدر له سلسلة خيال علمى باسم عمالقة الكواكب وهى عبارة عن 12 رواية منها أسير القمر وديناصور الفضاء وجواسيس الفضاء.
سعدت فى الفترة الأخيرة بقراءة مجموعة قصص أنور أفندى الصادرة عن المركز القومى لثقافة الطفل،و تتكون المجموعة من أربع قصص وهى؛وردةحمراء،حكاية أنور أفندى،بلح الخالة فاطمة وليلة العيد. تناولت قصة وردة حمراء حكاية المعلم التربوى الذى فقدته الحياة التعليمية الآن ،فقدم لنا مدير المدرسة عبدالعزيز شكرى الذى كان يدير مدرسة فى إحدى قرى الصعيد ويحب الأطفال فى المدرسة ويصادقهم ويحبهم ويدعوهم ليمارسوا الأنشطة المختلفة ويتجاذب معهم أطراف الحديث ويسمع لهم لكنه يختفى بعد أن تم نقله لبلده فى بحرى، فيأت لهم مدير جديد لايهتم بأى شىء من هذه الأشياء إضافة لصرامته الشديدة وجفافه مع الأطفال،كما ظهر إهتمامه بنفسه وبابنه بهاء،وهناك نجد أن الكاتب على ماهر عيد قد استخدم أسلوب التضاد لكى يظهر حسن شخصية الناظر القديم، هذه الشخصية التى كانت تضع الورد فى عروة الجاكيت وشخصية الناظر الجديد الذى لم يكن يحرص على أداء تحية العلم وعقاب التلاميذ لكنه لم يتركه على تلك الصورة فقد تحول بعض نصيحة المفتش له وغياب ابنه بهاء ،قدم الكاتب قصته من خلال حكى الراوى الجاد الذى يمتلك بالطبع عين الماضى وعين الحاضر فيعطى الإشارات التى يخدم بها الحكاية فأعطى بالطبع النموذج الذى يريده لحفيده، ولم يترك الكاتب شخصية بهاء تترك أثرا سيئا حين رحلت عن الحياة لكنه ترك النهاية مفتوحة لكى لا يصدم الطفل القارئ،كتبت القصص بلغة سردية تصويرية شائقة وحوار متميز ناقل لدراما القصة وليس عبئا عليها.