الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام لا يحتاج «ميكروفون»!

الإسلام لا يحتاج «ميكروفون»!






لم أعرف خطرًا مر على الأديان عمومًا والإسلام خصوصًا أكثر من تحويل العادات والطقوس إلى نصوص مقدسة!
تحول أضر الدين والدنيا معًا.. فلا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى؟
لأن الواقع والمنطق والعقل تفند هذه العادات وتضرب «شرعنتها» وتقديسها فى مقتل إذا ما تم تقديمها للناس كأمر إلهى؟

لنتحدث مثلًا عن قضية استخدام «الميكروفون» فى الصلوات.. لا أتحدث عن رفع الأذان.. أتحدث عن إذاعة الصلوات الجهرية والتراويح والخطب والدروس الداخلية للمصلين فى المساجد.

مع انتشار المساجد والزوايا بعشوائية شديدة صار الأمر مزعجًا.. ومع غياب الإدارة والمسئولية والمحاصرة لهذه المساجد باعتبارها مؤسسات دولة تجب صيانتها وإدارتها والحفاظ عليها كونها تقدم فكرًا وعقيدة وثقافة صارت المساجد محل نقد.
هنا وقف من يطالب بترشيد الأضرار الصادرة من المساجد بحسبانها مؤسسات تم استخدامها وتوظيفها بعيدًا عن هدفها الكبير. توظيف نشر التسيس. وإدارة نشرت الجهل والدجل والشعوذة.
دفعت الدولة المصرية ثمنًا مريرًا جراء ما حدث ويحدث فى المساجد من مخالفات شرعية ومجتمعية قبل أن تبدأ دولة ٣٠ يونيه فى رأب صدع كل أولئك!
الميكروفون «وسيلة» للإبلاغ وليس «غاية».. هكذا تقول الحقيقة. غير أن البعض حول الوسيلة إلى غاية وجعل منها نصًا مقدسًا يأثم من يطلب ترشيد استخدامه وقصره على الأذان فقط!
فى وجود الصحابة وفى حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم. نجوم زهر حول الكوكب الدرى. بلال بن رباح يرفع الأذان فى وجود هذه الكوكبة قال عنه الرسول كان «أندانا صوتًا».

الأذان هو دعوة للقلوب قبل الأسماع. فإذا كانت القلوب هى المدعوة للقاء الله فليست بحاجة أبدًا إلى الصخب. ليست بحاجة إلى الضجيج. ليست فى احتياج إلى مكبرات الصوت بقدر ما هى مشتاقة لجمال الصوت!

لن أتحدث عن الصغير والمريض والكبير والمشغول ممن خيرهم الله نفسه بتلبية النداء من تأجيله أو عدم التلبية أساسًا.
لكن ما الذى تحققه مكبرات الصوت الموجهة إلى خارج المساجد بينما من عقد العزم على الصلاة يعرف وقتها كما يعرف مسجده ويسمع الأذان فى كل قنوات وإذاعات الدولة؟ هل المقصود إظهار المجتمع المصرى منصرفًا عن النداء؟ هل انتشار الزوايا فى أماكن غير مرئية يحول دون سهولة الوصول إليها؟
أم أن من يرفع صوته يقصد إشاعة حالة من الضجيج الطائفى كما لو كان الإسلام غريبًا يحتاج إلى إعلانات غالبًا ما تكون منفرة؟!